علي ثابت القضيبي يكتب:
ولا أباطرة المخدرات
ونحن نُطحنُ في رحىٰ وعبث سلطاتنا ، إنبرى العلم الجنوبي المالي د . بن هُمام ليفاجئنا بأنّ البلاد على عتبات إنهيارٍ إقتصادي تام ، وأفردَ مصفوفة حلول من 12 نقطة ، وفي الثانية منها المتعلقة بتفعيل كافة القطاعات الإنتاجية في البلاد ، أشارَ خصيصاً الى مصفاة عدن ، ويبدو أن الرجل فاتهُ بأن المصفاة تعرّضت لتدميرٍ شامل وممنهج ، بل وبحماية سلطوية عالية ، والغاية تحويلها الى إقطاعية خاصة ببعض المقربين .
* نعم فقد خُربت أعمدة التقطير ، وخُربت وشُلحت محطة الكهرباء ، وأُهملت كلٌ ورشها العملاقة ، بل ونُفذت عمليات سرقات موجهة لأجزاء حيوية في منشاءاتها المهمة ، حتى الأنابيب المطمورة تحت التربة وفوقها أُهملت بتعمد ، واليوم يعلوها الصّدأ والتٱكل ، أي أنها إستحالت كومة خردة ، خاصة بعد تسريح كل فنييها المهرة بالتقاعد وبدون بدائل .
* حدث كلٌ ذلك بنظر مديرها البكري والهامور أحمد العيسي ، وعبر أعوانهما فيها ، والأخير يستفيد منها حصراً لخزن نفطه وتسويقه ، تمّ ذلك بإتفاقية مكولسة ، حتى أن إيرادات الخزن غير معروفة ، ولأتورّد الى خزانة البلاد ، والخزانة مكلفة بأمرٍ رئاسي بصرف مرتبات عمالها ! وهذا خرق فاضح تتحمّلهُ وزارة المالية حصراً .
* في فيديو مثير عن المصفاة أرسله لي شخصية عدنية وإعلامية عريقة ، وبين ثناياه يظهر البذخ الخرافي الذي ينعمُ في ظلاله مدير المصفاة في الأردن منذو خمس سنوات خلت ، طبعاً هذا نظير إسهامه الفاعل في تقويض المصفاة ، فهو يعيش حياة كِبار أباطرة المخدرات ، وقصره هناك يضاهي قصر بابلو أسكوبار تاجر المخدرات الشهير وعلى شاكلتهِ ، والشعب وعمال مصفاته يطحنهم الغلاء ، ويتهددهم الإنهيار الإقتصادي الوشيك .
* أصل مشكلة المصفاة أنّ عمالها صمتوا على عبث البكري بهم وبمصفاتهم ، حتى لجنتهم العمالية لم تلجأ الى النيابة والقضاء لمساءلته كيف يجمع بين وظيفتين ( محاسب عام الشركة ومديرها ) ؟! وهذا خرق قانوني لاتستطيع النيابة تجاوزه أو الصمت عليه ، أو لماذا يستمر في إقامته في الاردن ويدير الشركة بالواتس ؟ أو لماذا لاتُورّد إيرادات الخزن للخزانة العامة حتى لاتتعثر مرتباتهم ؟ أو كم هي مداخيل الخزن الفعلية وأين ذهبت ؟ أو أين هي مداخيل السفينتين الضّائعتين منذو مدة ولصالح من تعملان في الخارج ؟ وهناك قضايا أخرى سنتناولها لاحقاً بسبب الحيز .. ولو أثارت اللجنة العمالية ذلك مع النيابة والقضاء ستثير الغبار في وجهه ، وخصوصاً إذا نشرت كل شكاواها في الميديا لجعل الموضوع قضية رأي عام ، والأمر هو كذلك فعلاً ، لكن ..
* يا أستاذنا الهُمام د . بن همام ، أنت تطمحُ الى الإصلاح وهذا دأبك ، لكنك تؤذن في مالطا ، لأنه من المؤسف أن سلطاتنا هي أصل كل بلاء ، فهي تعبث بكل الممكنات الإقتصادية وتنهبها ، ورأيت كيف في المصفاة ، وهكذا في إستخراج النفط الذي ينهب النافذين كعلي محسن الأحمر وسواه 30% من إيرادته الى جيوبهم الخاصة ، وهي من توظف غير المؤهلين في الجوانب المالية والإيرادية ، وهي من تعين السفراء مجاملة وفي بلدان لاتربطنا بها أي علاقة أو تواصل مطلقاً ، وهي .. وهي .. ، مايعني أنّ علينا أن نجتثّهم كالجذر الفاسد من الأرض ، أو نصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، خصوصاً والتحالف يصمت عليهم بل ويسندهم ايضاً .. أليس كذلك ؟!