كرم نعمة يكتب:
حياة السياسيين ليست ملكهم
عندما وقفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام عمود الشاورما العربية لتتعلم درس تقطيع اللحم من الطاهي العربي في برلين، تحولت الصورة إلى أيقونة لم يكتف العرب بالاحتفاء بها، بل كانت وسائل الإعلام الغربية تعيد نشرها كلما أعادت قصة اللاجئين إلى ألمانيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان مثالا فوتوغرافيا أيضا في صوره بملابس الكراتيه يصارع شابا، أو صيادا بصنارة متطورة لالتقاط الأسماك، فيما أبقى صدره عاريا في صيف روسي نادر.
صورة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون وهو يعد الشطائر، بقيت معبرة عن حيويته الشخصية أكثر من السياسية.
أما جورج بوش الابن عندما أراد أن يفاجئ جنود بلاده المحتلين للعراق فظهر بصورة يحمل طبقا لديك رومي خلال احتفالات أعياد الميلاد، لكنه أضاف في تلك الصورة كذبة إلى أكاذيبه الكبرى، فقد كشف لاحقا أن الديك الرومي المحمر الذي يحمله بوش لم يكن سوى دمية غير صالحة للأكل!
السياسيون بصورهم في حياتهم الخاصة مادة مثيرة للصحافة الشعبية والجادة منها أيضا، لذلك تحولت صورة نشرت الأسبوع الماضي لرئيسة وزراء فنلندا سانا مارين ترتدي سترة من دون أي شيء تحتها وتكشف عن جانب من صدرها، إلى موضع احتفاء وتهكم في آن!
فسانا التي عدّت أصغر رئيسة وزراء في العالم عندما تقلدت المنصب العام الماضي “34 عاما”، تبدو فرصة مثالية لمتابعة نشاطها الشخصي أكثر من السياسي في بلد مستقر مثل فنلندا، وزادت من شغف الصحافة بها عندما ظهرت على غلاف مجلة “تريندي” النسائية أشبه بعارضة أزياء جميلة أكثر من كونها رئيسة حكومة.
المستاؤون من صورتها اتهموها بتجاوز حدود اللياقة السياسية وإهانة مكانتها الرسمية بحيلة “لا معنى لها”، بينما المرحبون قلدوها بالتقاط صور مماثلة مشددين على ثقة رئيسة الحكومة بنفسها.
طبيعة الصورة وإن كانت مثارا للنقاش العام بين المشاهير والسياسيين وعامة الجمهور، إلا أن السياسية الاشتراكية الديمقراطية سانا مارين، تمثل قصة متجددة بالنسبة للجمهور والصحافة باعتبارها ناشطة نسوية وعندما وصلت إلى السلطة في ديسمبر الماضي، عينت على الفور ثلاث نساء بعمرها في حكومتها.
هي أيضا عاشت في كنف أم عزباء وكثيراً ما استخدمت قصصا من حياتها الشخصية للدفاع عن قضية المساواة بين الجنسين. إلا أن تصريحها لمجلة “تريندي” بشأن مطالبتها الفنلنديين بالتركيز على سياستها أكثر من مظهرها، ارتد بتأثير معاكس لسوء حظها. الأمر الذي دفع ماري كارسيكاس رئيسة تحرير المجلة إلى اعتبار تعليقات الناقمين لا تحمل غير تفسير كراهية النساء مع أن الصورة لا تظهر غير جزء قليل من صدر سانا.