بلال الصوفي يكتب لـ(اليوم الثامن):
حياتي مع القلم
منذ أيامي الأولى من حياتي ومنذ السنين المبكرة من طفولتي والقلم جليسي إذا خلوت ورفيقي إذا مشيت وأنيسي إذا وحشت وسلواي إذا حزنت كان حاضرامعي أينما أتجهت وحيثما ذهبت.
بدأت اصطحاب القلم مذ أن كان عمري لايتجاوز (١٥)عاما شاعرا فدونت آلاف القصائد والالاف الأشعار وأكواما هائلة من دفاتر الشعر اللتي أصبحت تنتظر أول فرحة سانحة لطباعتها في ديوان يعصمها من الضياع ويحميها من الإندثار.
ثم بدأت بعد ذلك كتابة المقالات وكنت أكتب في دفاتري كثيرا من المقالات وأتركهها دون نشر تنام على صفحات دفاتري وتضطجع على سطورها.
كبرت ونشأت وترعرعت والقلم لايفارق جيبي ولايكاد يمر يوم دون أن أكتب شيئا.
تواصلت مع كثير من الصحف والمواقع ونشرت فيها عدد من المقالات اللاذعة فعرضني ذلك للخطر وأوردني المهالك فركبت الخطر ووردت المهالك ولم أبال.
ولأنني كاتب حر أكتب مايمليه عليه ضميري وشاعر مترفع لا أكتب إلا مايعبره لي شعوري أنطق بالحقيقة ولا أراعي مشاعر أحد وأصدح بكلمة الحق ولا أخشى لومة لائم فقد عرضني ذلك لتعسفات وأوقعني ضحية لإنتهاكات فيوما اتعرض لتشويه وتضليل وتحريض ويوما لاختطاف واعتقال وتعذيب ويوما آخر لأقصاء وتهميش وتهديد.
غير أن ذلك كله لم يوقف عجلة طريقي ولم يؤخر قطار كلماتي اللتي تعبر كالصواريخ وتنفجر كالبراكين وتهب كالأمواج وتتدفق كالسيول.
منهكة ومتعبة ومؤلمة حياة صاحب قلم يحاول صاحبه أن يعيش حرا لايجامل ولا يغالط ولا يضلل لكنها ما أحلاها من حياة رغم كل المنغصات.
إنك وأنت كاتب أو شاعر حر لن تسلم وأنت تقضي حياتك مدافعا عن قيم الأنسانية وذائدا عن حياض الوطنية محاربا قوى التطرف والإرهاب لن تسلم أبدا من شرهم فمصيرك وأنت في غابة يحكمها الذئاب البشرية والوحوش الآدمية كاليمن اللتي هيمن عليها حزب الإصلاح الإرهابي وجماعة الإخوان الإرهابية ومصيرك إما مقصيا مبعدا أو لاجئا مطاردا أو مختطفا معذبا أو مهددا بالقتل أو التصفية.
نعم..لقد لاقيت مالاقيت من المضايقات وتعرضت لما تعرضت من الإنتهاكات والتعسفات لأني مجرد شاب جاء من القرية يحمل في جيبة قلم وفي إحدى كفيه مقال وفي الأخرى قصيدة ويعبر فيهما عن أوجاع وطنه وآلالام بلده ولانني لا اقبل التطويع ولا الأدلجة ولا التبعية ولا الإنقياد.
لأنني لست خاضع بالسمع والطاعة لحزب إرهابي كالاصلاح ولا لجماعة إرهابية ضالة مارقة كالإخوان ولا لشيخ قبلي كحميد وأخيه صادق ولا لقبيلة كحاشد ولا لشيخ إرهابي كالزنداني وصعتر ولا للص كأردوغان ولا لعاهرة كتوكل ولا لفاسد كبن دغر ولا لجنرال عجوز كعلي محسن.
فقد تعرضت لكل ذلك.
إنه قلمي صوت مشاعري بوح خواطري سلاح أشهره في وجوه الظالمين وشوك أغص به حلوق الفاسدين ونور أفضح به أكاذيب المظللين ولا سلطة لأحد عليه إلا الله اللذي خلقني وإياه.
بلال الصوفي