بلال الصوفي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الدولة الدينية والدولة المدنية وأيهما الأفضل؟!.

في الآونة الأخيرةكثر الجدل حول هذين الأمرين  وانقسم الناس إلى فريقين  بين مطالب بدولة دينية وآخر مطالب بدولة مدنية  غير أنني أرى ان السواد الأعظم من اليمنيين أصبحوا بأمس الحاجة إلى وجود دولة بعض النظر عما إذا كانت مدنية أو دينية فاليمن ومنذ قيامها في ٢٦سبتمبر لم تقم للدولة فيها قائمة إلا في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله وباغتياله وقتله قتلت واغتيلت كل أحلام الشعب اليمني بدولة تحترم نفسها وتحترم المواطن.
ومنذقيام ثورة ٢٦سبتمبر وقوى التطرف الديني والتخلف القبلي حاجز يمنع تحقيق الحلم اليمني بقيام دولة تؤدي ماعليها وتأخذ مالها.
وانا شخصيا من الذين يطالبون بقيام دولة مدنية لأن الإسلام الحقيقي لايتعارض معها بل إن الإسلام مدني بطبعه لولا تطرف وغلو كهنته ودعاته الذين يرون المنكر موجود في أشياء وأمور سطحية بارزة وظاهرة فيطالبون ويسعون لتغييره بينما لايرونه في أمور خفية ومعلنة يغضون الطرف عنها ويتجاهلونها .
فجامعة الإيمان المنحلة التي نصبت نفسها هيئة غير معلنة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظلت على مدى عقود تفعل ذلك رغم انها لا تنكر المنكر إلا ما انكراه حميد وبن عمه علي محسن ولا المعروف إلا ما أقراه وقبلا به بمعية كاهنها الأكبر الزنداني لا ما انكره وعرفه الله ورسوله.
نعم انا وبكل فخر مع الدولة المدنية التي كان ينشدها الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي ويسعى لإيجادها وبناءها لا مع الدولة الدينية الداعشية التي يدعو إليها الزنداني والبغدادي والظواهري وطالبان والقاعدة وداعش وحزب الإصلاح التكفيري الإرهابي.
أريد دولة مدنية تساوي بيني وبين أبناء حميد الأحمر وعبدالوهاب الآنسي واليدومي ومن مثلهم في الحقوق والواجبات لا دولة دينية تجعل مني مجرد أداة بيد أولئك أسبح بحمدهم واقدس لهم فأنال من فتاتهم وآكل من فضلاتهم فذلك ليس من الإسلام في شيئ وإن كان الإسلام كذلك فلا حاجة لي به.
أريد دولة مدنية تضبط الأمن وتبسط الإستقرار وتنصر المظلوم وتردع الظالم وتطبق القانون على الصغير والكبير وتساوي بين الناس في الحقوق والواجبات لادولة دينية تنهب غاز مأرب وتسرق نفط شبوة وتنشر التطرف وتنتهك الحقوق وتصادر الحريات كما تفعل دولة الخلافة الإخوانجية.
نعم أنا مسلم ومتدين ولن أكون إلا كذلك ولكنني لا أقبل الذل ولا ارتضي الظلم وليس من الإسلام ان أكون خانعا لشيخ قبلي متخلف يرى الأفضلية له وحده لاشريك له او لجنرال عسكري لا يرى الصواب إلا في افعاله وأقواله أو لرجل دين او كاهن ذولحية محناة ينصب نفسه قاض يؤسلم من يشاء ويكفر من يشاء.
بلال الصوفي