بلال الصوفي يكتب لـ(اليوم الثامن):
أثوار فبراير والضلال المبين..!!
عشر سنوات مرت على الفوضى الخلاقة التي أحدثتها جماعة الإخوان الضالة الإرهابية المتطرفة المارقة في عدة عواصم عربية منها صنعاء وعدة بلدان منها اليمن من خلال دفعهم بالناس إلى ساحات وميادين التغرير بتمويل قطري وتوجيه أمريكي وتحشيد إخوانجي في مؤامرة أصابت المنطقة العربية في مقتل .
وكانت اليمن من بين أكثر دول المنطقة تضررا من الفوضى تلك حيث لاهي بقيت كما كانت ولا تطورت للأفضل إنما عادت للخلف قرونا وحقب.
عشر سنوات ياهذا منذ حدوث تلك الفوضى العارمة والثورة الإخوانجية التي كان يعد بها الإخوان الشعوب بالحرية والرفاة فلما وصلوا للسلطة تبين للشعوب أنه لايعدهم الإخوان إلاغرورا.
وبالرغم من هذا كله مايزال أولئك الأثوار الثوريجيون يحتفلون ويغنون ويرقصون بذكرى هذه الفوضى وإلا فالعشر سنوات التي تلتها كفيلة أن تقنع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن أبواق الإخوان التي كانت تعدهم وتمنيهم كانت خاطئة كاذبة.
فلاهم حققوا ماقالوا ولا أنجزوا ماوعدوا ولا وفوا بما تعهدوا.
أنا هنا لا أتباكى على الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولاهذا يعنيني من قريب ولا من بعيد .
إنما أنا حزين على الوطن الذي لم يلق عافية من بعد تلك الفوضى الخلاقة.
صحيح أنا ممن حضروا إلى تلك الساحة التي نصبت أمام بوابة الجامعة وكنت في خيامها أشارك بعض الأثوار لعبة الكلمات وبؤس السياسة ولكن كان ذلك هو من أجل المعرفة والإستكشاف والوصول إلى نتيجة مقنعة.
فعرفت أن الأناشيد التي عزفت والطفلات اللواتي رقصن والطبول التي دقت لم تكن إلا بروفات تمهد لإستئثار الإخوان بنصف حكومة حين بلغوها كانت أفسد ممن سبقهم بألف مرة.
وبالأ خير دماء سفكت أرواح أزهقت جماجم هشمت أياد وارجل بترت فنالت توكل الجائزة التي لم تكن جديرة بها ورأس باسندوة الحكومة ونال صخر الوجيه المالية وسميع الكهرباء وعبده قحطان الداخلية وصهيب اليدومي مكتب الرئاسة ونصر طه الإعلام وأصبح كل حزب بمالديهم فرحون والشباب والشعب هم من تضرر ودفع الثمن ومرت عشر سنوات حكم الاخوان فيها ثم سقطوا ثم حكموا كرة أخرى ثم سقطوا وماجعلوا عدن أحلى من دبي ولا النظام أفضل من سابقة ولاكان على محسن أفضل من عفاش.
يا إلهي كم هو مقرف الآن أنه إلى هذه اللحظة ونحن نجد اولئك الثورجيون لايزالون يحتفلون فهذا اليوم البئيس الذي جعلوا منه بداية نكبة الوطن وبوابة الدخول إلى الخراب والسقوط في مستنقع مالايحمد عقباه.
والعجب فأولئك لهم قلوب لايعقلون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل.
فلايسمعون إلا مايقوله الحزب ولاينفذون إلا ما تأمر به الجماعة حتى لوكانت النتيجة خراب بلاد وهلاك وطن بمن فيه وعليه .
ولو كانوا يسمعون أو يعقلون أو يفقهون قولا مالبثوا في العذاب المهين فأصبح بعضهم قتيلا والأخر منفيا والآخر مسجونا .
أي ثورة تلك التي خرجت بلا اهداف معلنة واي ثورة تلك التي ماحققت منها هدفا وما انجزا مطلبا ولم تف بوعد ولم يستفد منها إلا قادات الحزب ومرشدوا الجماعة ودهاقنة الفساد فيهما الذين بنوا امبراطوريات مالية تمتد من الدوحة إلى اسطنبول بعد أن صعدوا على أكتاف وجماجم ودماء ثمة شباب كانوا يعدونهم بمستقبل فلما وصلوا للسلطة تنكروا لهم وقالوا لهم إنا منكم برءاؤا.