فيصل الصوفي يكتب:
أين صديقنا الورد يا رئيس؟
مسلحو حزب الإصلاح وجماعاته الإجرامية والإرهابية، يفعلون الأفعال نفسها التي كان يحذر منها سياسيون ومشايخ وشخصيات عامة مجربة، قبل أن يتم استكمال اجتياح التربة ومديريات أخرى في الحجرية، وقبل الإجهاز على اللواء 35 مدرع.. لقد وصل الإرهاب اليوم إلى الريف والبلدات شبه الحضرية في الحجرية، بعد أن كان ماركة خاصة بالمدينة.. لم يطاول هذا الإرهاب خصوم الإصلاح، بل طاول أيضاً أفراداً وجماعات مقاومة للجماعة الحوثية، ليس بينها وبين حزب الإصلاح خصومة حقيقية، إلا أن تكن من جانبه هو.
صديقنا العميد قايد الورد قائد اللواء الثالث في المقاومة الوطنية-حراس الجمهورية، أحد مؤسسي المقاومة وأبرز أبطالها، ذهب إلى التربة قبل أيام لقضاء إجازة مع عائلته التي نزحت من المحويت إلى هناك.. وإلى الآن لا ندري أين ذهب به خاطفوه.. الورد لا يمثل خطراً على أي جماعة غير الجماعة الحوثية التي ظل برفقة جنوده يجرعها العلقم في أطراف مدينة الحديدة منذ يوليو عام 2018، وإلى قبل أيام من الإجازة التي حصل عليها لكي يرى عائلته في التربة.
خلال الفترة الزمنية غير الطويلة التي انقضت منذ منتصف هذا العام آذى المسلحون المجرمون والإرهابيون عدداً غير قليل من ضباط المقاومة الوطنية، من بينهم محمد السماوي الذي اعتدوا عليه وعلى عائلته في منزلها بمدينة التربة، ونهبوا مدخرات العائلة واختطفوا عائلها بذرائع هم أنفسهم تبينوا من زيفها، وتقطعوا لبشير هزاع المقبلي، في نجد قسيم بالمسراخ وسلبوه السيارة تحت تهديد السلاح، كما تقطعوا لعادل الريمي في شرجب، ونهبوا سيارته وفروا بها إلى عصابة الحشد الشعبي في جبل صبران، على الرغم من أن المقبلي من أبناء المسراخ، والريمي شرجبي، وهذا يرينا أن مسلحي الإصلاح وجماعاته الإرهابية والإجرامية، يستهدفون كل من له صلة بالمقاومة الوطنية بغض النظر عن المنطقة التي ينحدرون منها، أي أن الأمر لا يقتصر على الذين ينتمون جغرافياً إلى مناطق شمالية زعم النائب المعمري وأضرابه أن أناساً منها قدموا لتغيير التركيبة الديمغرافية للتربة!
في الحقيقة أن الجماعات الإجرامية والإرهابية التي تقوم بهذه الأفعال، لديها أهداف أخرى، لا تكشف عنها عادة لتحاشي الإحراج الذي يترتب على كشف الأطراف الحقيقية التي تعمل لمصالحها.. بالنسبة لخطف صديقنا العميد قائد الورد، ينبغي أن نشير إلى أمرين في غاية الأهمية:
الأول: إن صاحبنا كان رجل الأمن الثاني في محافظة لحج حتى العام 2013 تقريباً، ولديه مع تنظيم القاعدة مشكلة كبيرة، لذلك تعرف عليه مسلحو التنظيم عندما سافر من صنعاء إلى عدن خفية أواخر العام 2017 فخطفوه في مدينة الحبيلين ووضعوه في قبو، وظلوا مدة أسبوعين يعذبونه ويذكرونه بما فعله معهم أثناء شغله وظيفته الأمنية السابقة في محافظة لحج.. كل يوم كان يدخل إليه مقنع يهدده بالموت، ويشحذ سكيناً ليوهمه أنه حضر لكي يذبح رقبته.. وعندما عرف قائد فصيل جنوبي مقاوم بأمره، طلب من مسلحي التنظيم إطلاق سراحه، وتركه يشق طريقه إلى عدن ما دام سوف يرحل منها إلى سلطنة عمان التي حصل على حق اللجوء السياسي إليها.. وصل الورد إلى عدن لكنه غض الطرف عن اللجوء إلى عمان، بعد أن عرف أن العميد طارق محمد عبد الله صالح قد وصل إلى عدن وأنه شرع في تكوين المقاومة الوطنية ضد الجماعة الحوثية، لذلك انتقل الورد إلى معسكر بير أحمد للمشاركة في تأسيس المقاومة وتنظيم وتدريب طلائعها الأولى.
الثاني، هو أن الذين خطفوا العميد الورد في التربة ينتمون إلى اللواء الخامس حرس رئاسي، وهو أحد الألوية العسكرية التي تكونت في تعز من أفراد ومجموعات إرهابية وإجرامية مثل لواء الصعاليك، لواء العاصفة، لواء الطلاب، وكتائب حسم التي كان يقودها الصيدلاني الشبواني عدنان رزيق القميشي، وهذه مجموعات من العناصر الإرهابية التي تم حشدها إلى تعز، بعد أن فرت أثناء عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذها الجيش في شبوة وأبين خلال الأعوام 2011-2013.. وقد أصبح عدنان رزيق قائداً للواء الخامس حرس رئاسي بعد أن أصدر الرئيس قراراً بمنحه رتبة عميد في منتصف نوفمبر 2017.
الملاحظتان السابقتان، تجعلانا نشعر بالقلق على صديقنا الورد هذه المرة، إلا أن يتدخل رئيس الجمهورية، لكون اللواء الخامس من ألوية حرس الرئاسة، لكن هذا يتطلب من الرئيس قدراً من الشعور بالحرج، لأن مجرمين- إرهابيين- ينتسبون إلى معسكر محسوب عليه!