علي ثابت القضيبي يكتب:
جنوبنا وأحفاد إبليس
جنوبنا اليوم مُثخناً بجراحٍ غائرة، فالحرب تطحنهُ، والغلاء ينهكه، والفوضى? تجتاح أركانه، وهذه تَتبدّى في انحدار القيم وانتشار المخدّرات، وتفاقم حُمّى البسط على الأراضي، ومعها اتّسعت شريحة أثرياء المال الحرام، وظهرَ البلاطجة، وحتى شيوخ وأئمة الزّيف و .. و .. ، كلٌ ذلك أغرقنا في مستنقعٍ ?سنٍ مُوحل .
يستطيع الحصيف أن يَستشفّ أنّ كل هذا ممنهجاً، وجرى العمل عليه بإتقانٍ، وأحفاد إبليس هُم أدواته، سواء منهم كِباراً وقادة وسياسيين، إلى كياناتٍ سياسية، وأولها الإخوان المسلمين وأذرعهم بما فيهم الإرهابيين، إلى مَن توهّموا أنفسهم شيوخاً ونافذين وهم مُجرد أتباعٍ وبيادق، الى مُروجي المخدّرات، وناهبي الأراضي، وحتى من النخب وأصحاب الصحف المُطبلين للدائرين معهم في نفس الفلك بكل أسف، وكلٌ من هؤلاء لهُ دور منوط به لخلخلة البلاد وإنهاكها .
لقد خطّط الخارج - العرّابين الكبار - لإنهاك جغرافيتنا ، والسّاذجُ مَن لم يقرأُ هذا في أدائهم وحتى في موقفهم من كل ما يدورُ في بلادنا ، ولذلك لا عَجَب من أنّ قادةً وسياسيين وإخوانيين ينفذون صاغرين الأجندة القطرية - التركية هنا، وهاتان الدولتان هما مخلب العرّابين وهراوتهم على بلادنا، وكذلك غيرها من الدول المستهدفة كسوريا وليبيا وخلافه .
جنوبنا اليوم يشقٌ طريقه للخلاص من كل المساوئ التي لحقت بهِ جرّاء هذه الوحدة السيئة الصّيت، وقطعنا شوطاً طيباً بهذا الصّدد، لكنّ العبء ثقيل، ويزيدُ من وطأتهِ المُخطّطات التي تَستهدفنا بِغاياتها المُضادة لتطلعاتنا المشروعة ، كما أحفاد إبليس أشْبعوا جنوبنا عبثاً وإيذاءاً ، حتى في جغرافيا الشمال ايضاً .
لقد انخرطَ جحافل من الأبرياء والطّيبين في كياناتٍ سياسيةٍ ظاهرها دينيٌ ودعوي، لكنّهم لم يدركوا أنهم ارتبطوا بكيانات مُفرّخة خرجت من نفس عباءة وبتوجيه التّنظيم العالمي للإخوان المتأسلمين ، فلا الإصلاحيين البُسطاء يستوعبوا هذا ، ولا مَن هم في أحزاب الرّشاد والنّهضة و .. و .. يعرفون بهذا مطلقاً، والأهم أنّ كلاً من هؤلاء لم يُراجع نفسه بعد كل الحقائق التي تَكشّفت عن حقيقة الإخوان ومخطّطاتهم الجهنمية، وكذلك ارتباطاتهم المشبوهة بالعرّابين الدوليين، بل لم يسأل أحد نفسه إن كان محقاً بارتباطه بهذه التوليفة الجهنّمية أو لا .
فعلاً لا يعرف كل هؤلاء المرتبطين بالأحزاب الدينيّة - السياسية أنّ المُمول البعيد لها كُلها هو واحدٌ ، وإنّ راسم سياساتها هي جهة واحدة ! وهُم من رسموا لِخلخلة منطقتنا الشّرق أوسطيّة وإنهاكها ، بل سوف يستبعد كلٌ واحد منهم مثل هذا الطّرح ، ويُمكن أن يُسفّههُ ويسخر منه أو يُكفّرهُ ايضاً ، حتى مُروجي المخدّرات ، وناهبي الأراضي ، والبلاطجة والإرهابيين ، وكذلك كِبار الأثرياء المُمسكين بإقتصادياتٍ حيويّة للبلاد وينهكونها بها وخلافه ، كلٌ هؤلاء يحركهم نفس الكنترول البعيد وعبر وكلائه ، ولذلك نعاني جميعاً اليوم هنا ، أي أنّ علينا أن نصحوا من غفوتنا قبل فوات ال?وان ، وأن نتلاحق ما يمكننا تلاحقه .. أليس كذلك ؟!