جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
بعد فشل أسلافهم.. الإخوان يتكفلون بمحاربة الضالع من الداخل
فشلت الحوثيون اليوم في اجتياح الضالع الجنوبية على مدى سنوات، حيث كانت المقاومة سداً منيعاً أمام كل أطماعهم وتحركاتهم التدميرية، وكذلك فشل نظام عفاش من قبل في تطويع أهلها والنيل منهم.
ومثلت تلك المحافظة الأبية روح الثورة الجنوبية ضد غزاة الشمال، وتمكن رجالها من كسر شوكة ضبعان الذي أرسله نظام الاحتلال ليكون بعبعاً ظنوه قادرا على تخويف أهلها، لكنه فر منها في ثياب الخزي والعار.
ولأن المعركة معركة احتلال فقد تكفل الإخوان بتحقيق مالم يحققه شركاؤهم الشماليون في الضالع، ولكن بسلاح هو أخطر وأشد على المحافظة، حيث يعملون اليوم على زعزعتها من الداخل، وضرب مكوناتها المجتمعية ببعضها البعض.
يهدف الإخوان بهذا الأسلوب إلى كسر عصا الضوالع وتفريق كلمتهم، وبالتالي يسهل غزوها من الخارج، بنفس المخطط الذي سبق ونفذوه بمحافظات جنوبية أخرى منها شبوة، وكذلك مناطق الصبيحة غربي لحج.
وحتى لو لم يكن هناك غزو خارجي للضالع، فإن ضرب المحافظة من الداخل هدف استراتيجي للإخوان ومشاريعهم الاحتلالية في الجنوب، حيث أن لرجالها حضور قوي في المشهد السياسي والعسكري في الجنوب، ويشغلون مراكزاً قيادية في المعركة المصيرية مع أعداء البلاد.
وفي حال نجحت مخططاتهم فإن تلك القيادات ستنكفئ على نفسها، وستنشغل بالصراع الداخلي فيما بينها، وهو ما سيكون له تأثيره التخريبي على مختلف الأصعدة الأمنية والميدانية في مختلف مناطق الجنوب.
وبالتالي فإن الضالع هي الهدف القادم لأعداء الجنوب بمختلف توجهاتهم، وسيدفعون في سبيل تدميرها الغالي والنفيس، حتى يخلو لهم الجو في غيرها من الجبهات.
وبغير شك فإن حزب الإصلاح هو رأس الحربة في الحروب غير العسكرية، وسيبذل كل طاقاته لتفريق كلمة أهل الضالع ونشر الاقتتال والفتن في أوساطهم، وما الاغتيالات اليوم والخلافات البينية إلا مقدمة لمخططات أدهى وأمر على المحافظة والجنوب بشكل عام.