محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
أنا يمني يا فخامة الرئيس هادي
طالت معاناتنا ووصل بنا الحال لعدم امتلاك القوت الضروري لأهلنا واطفالنا.
الحديث عن موضوع كهذا صعب بالنسبة لنا كإعلاميين مناهضين للحوثي ومقصصيين من قبل الشرعية ، لأننا نعاني ولا نريد ان يشمت بنا الاعداء ويسخر بنا من يناصرون الحوثي ويعتبرون ما نعانيه اهانة وعقوبة لنا بسبب وقوفنا ضدهم.
ولكن بلغ السيل الزبى ، وبسبب عدم استشعار المسؤولين عنا بمعاناتنا ، أصبحنا مجبرين على ان نشرح معاناتنا ، فوالله الذي لا اله غيره ان كاتب هذه السطور لا يمتلك لقمة العيش لأهله ولمدة اثناعشر يوم يجود عليه جيرانه ببعض من الطحين رغم ان ظروفهم السيئة مقاربة لظروفه ، فلا رحم الله الحوثي الذي جعلنا مشردين مختفين غير قادرين للخروج نبحث عن عمل في مناطق سيطرته لنعيل اهلنا ونعيش بعز ، ولا سامح الله الشرعية واطرافها الذين لم ينقذونا لنصل لمناطق سيطرتهم ونعيش بعز ونحيا حياة كريمة.
اصبح الموت خير لنا من الحياة ، وسبب معاناتنا يعود لتعامل الشرعية القائم على اساس شللي وحزبي ، ومن لم يكن من شلة معينة او طرف محدد ، فسيصبح حاله كحالنا ، ومن هنا نرفع مناشدتنا لفخامة الرئيس هادي المسؤول الأول ونقول له أنت مسؤول عننا أمام الله وأمام القانون ، ويجب عليك ان تشعر بنا وتنصفنا وتنقذنا.
لأننا يا فخامة الرئيس حوربنا من الجميع وتم التعامل معنا باهانة وتطفيش ولم يهتم احداً من المسؤولين لمعاناتنا ، سواءً محافظ محافظة او وزير إعلام او بعض من حاشيتك ومقربيك الذين اصبحوا مجرد عصابات حولك بعضهم يريد ان يضعفك وبعضهم يتعامل بصورة تسيئ إليك وكأنهم لم يريدون احداً ان يقف معك بل يريدون دفعه نحو الحوثي.
الف وسبعمائة وستة وخمسون مقالاً كتبتها منذ بداية الحرب مناهضاً للحوثي ومناصراً لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب ومؤيداً للتحالف العربي ومنتقداً لأي فساد او قصور داخل الاطراف المناهضة للحوثي او الفساد داخل الدولة باعتبار ذلك من صميم تصحيح المسار والقضاء على جوانب القصور بما يخدم اليمن وشعبه والمعركة ضد ميليشيات إيران.
بالاضافة لتعرضي للسجن والتعذيب والمضايقات والظروف الصعبة الكثيرة ومرارة العيش الذي أثر علينا بالجانب الصحي والنفسي.
ومع هذا لم نحصل على تشجيع من قبل الدولة او التفات لما نعانيه وتقدير لما نقدمه ، بل تهميش وتطفيش وعدم استجابة ، بل وسعي لمحاربتنا في الجانب المعيشي والجانب الإعلامي حتى اننا نكتب مقال ونرسله لعدة مواقع فتقوم تلك المواقع بعدم نشره بل بأخذ افكاره والطلب من كاتب آخر ان يكتب على ضوءها ثم يقوموا بنشره ، بالاضافة ان عدد من الشبكات او الافراد التابعين لمطابخ تتبع افراد تتبع اطراف مناهضة للحوثي تقوم بحذف اسماءنا من مقالاتنا ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي كالواتس وغيره.
حقد وخبث وحرب متعمدة لاقصاءنا واستبعادنا كما سعوا لتطفيشنا والاستهتار بنا .
نحن مع المصلحة الوطنية ومع الوطن وموقفنا ثابت ضد الحوثي وسيظل.
لسنا مع طارق ولا محسن ولا نعمل مع أي طرف أو يهمنا أي شلة.
فلماذا كل طرف من الاطراف المناهضة للحوثي يصنفنا على طرف آخر.
انتقدنا طارق عندما كان متحالفاً مع الحوثي واشدنا به عندما اتجه لمحاربة الحوثي.
انتقدنا الانتقالي في بعض جوانب وأشدنا به في اخرى.
وقفنا مع الشرعية في ايجابياتها وانتقدنا الفساد الدائر داخلها.
كتبنا عن اهمية وحدة الصف ورفضنا الاقصاء والشللية والمناطقية والعنصرية والتعصبات الحزبية التي تضعف الدولة عسكرياً وادارياً واقتصادياً وتعيق وحدة الصف ضد الحوثي.
كتبنا مدافعين عن الرئيس باعتباره ولي أمر وننتقد تعامل العصابات من حوله التي حولته لرئيس جزءي لشؤون طرف معين وشلة محددة وليس رئيس لليمنيين.
سنظل نشجع كلما هو ايجابي ونرفض كلما هو سلبي.
سنظل ننتقد أي قصور لأن ليس هناك من يملك الكمال الا الله سبحانه وتعالى.
إلا ان نقدنا لا يعني عداءً ، فالرئيس ولي أمرنا ومثلما طاعته واجبه فانتقاد فساد وفشل دولته واجب من اجل قيامه بدوره تجاه الوطن واستشعاره مسؤوليته تجاه شعبه.
كما يقول المثل السائد الجوع كافر ، ولا تستطيع المبادئ ان تعمل وتحتها بطون خاوية.
ولكن نحن استطعنا ان نجعل مبادئنا تعمل وتحتها بطون خاوية.
صحيح انه احياناً يكون انتقادنا قاسي ، ولكن تلك القسوة ناتجة من قسوة الظروف والمعاناة التي نعيشها.
ومعاناتنا قد طالت ومن حقنا ان نحيا حياة كريمة ونحصل على شيئ من خيرات وطننا .
ومن هنا نطالب الرجل الأول في الدولة الرئيس ان يرفع معاناتي ومعاناة أي إعلامي يعيش معاناتي.
صحيح انني لست ابن شيخ او نافذ .
ولست قيادي بحزب.
ولست من شلة تعمل بمناطقية او حزبية داخل الشرعية وهذا هو سبب معاناتي وتهميشي.
ولكن أنا يمني.
وأقسم لكم بالله يا فخامة الرئيس اني يمني.
ولذا اطالب بإنصافي كإعلامي وكاتب كما تم منح اولئك اصحاب الشلل وابناء المشائخ والقيادات والاحزب.
امنحونا ربع ما منحتموهم رغم انهم لم يقدموا ربع ما قدمنا.
نطالبك يا فخامة الرئيس بالعدل والمساواة وانقاذنا.
فإذا غاب العدل عند الرجل الأول في الدولة فمن أين ستأتي العدالة.
واذا كان التعامل بشللية وتمييز حول الرجل الأول في الدولة فمن أين ستأتي المساواة.
يا فخامة الرئيس سنظل نحترمك ولكن ذلك لا يعني عدم انتقاد أي اخطاء وسلبيات وظلم.
وكما نحن نعلم ان من اهان السلطان اهانه الله ، يجب ان تعلم أنت انه من ولي أمر الناس شيئاً فشق عليهم فسيشق الله عليه ، ومن ولي من أمرهم شيئاً فرفق بهم فسيرفق الله به.
انت المسؤول الأول عننا يا فخامة الرئيس ، فأنا يمني وأيضاً انا انسان.
نطالب من مسؤوليتكم وانسانيتكم العدل والمساواة وانصافنا وانقاذنا.