هادي شوبه يكتب:
أحلام الرعية
كثيرة هي الأحلام التي لاتنتهي وكثيرون الذين هم مستمرون بالحلم على الرغم من كل ما يلقونه من ظروف تعصف بشراع سفينتهم يسرة ويمنة في بحر الحياة إلا انهم صامدون بهيكلهم أمام تلاطم الأمواج فيمر ما يمر عليهم بشق الأنفس إلى ليلا ساكنا للخلائق فياؤون إلى فرشهم مستلقين عليها بكدمات في أجسادهم إثر الضربات التي يتلقونها بشكل شبه يومي من وضع معيشة لم يختاروه لأنفسهم فرض عليهم ماهم فيه بأن يكونو أحياء في عالم مليء بجماعات تعيش لتميت حقوق من حولهم فيهمسون لحالهم قائلين قد مات قوم وما ماتت فضائلهم، وعاش قوما وهم في الناس اموات، ويضعون في مخيلتهم الفضل الذي لاينتهي من ربهم وفضائل خلقه التي يوحي لعباده بها متمنين عدم رؤية كوابيس مايحدث لهم في اليقظة حاضرة في منامهم
ومن ثم تغمض أعينهم لتطرق لهم ابواب يقومون بدخولها لعوالمهم الخيالية الخاصة أو قد تكون تلك الأبواب مجرد مدخلا للهروب مما يكابدونه من واقع مؤلم ومعاناة قد يستريحون منها عند نومهم فتجد أن عالمهم الذي يحلمون به بسيط جدا وغير مكلف على الإطلاق فهم رعية بهذه الأرض وأحلام الرعية بسيطة مقارنة بأولئك الذين يتصنعون السيادة على خلق الله وأخذ ما ليس لهم فهل لك ان تتخيل معي ماهي تلك الأحلام التي يراها السادة صعبة المنال ويخلقون العقبات والعراقيل في طريق تحقيقها للرعية الذين هم أقصى مايحلمون به هو (حقوقهم) نعم يحلمون بحقوقهم المسلوبة منهم قهرا جهارا نهارا وليلا مظلما المحرومين منها جورا لينعم السادة بكل طرق الفساد غير مكترثين بحقوق الرعية المنتظر منهم رفد وتعزيز هذه الحقوق وليس أخذها والتهامها
بتضييقهم الخناق في كل الجوانب على الرعية أصبحت الرعية لاتحلم بالقصور الفاخرة أو البساتين الزاهرة كل ماتحلم به هي حقوق عامرة تبقى طيلة وقت لبوثهم فهل ترون في ذلك تعجيزا..؟ ولكن هيهات من لصوص حقوق الرعية على اسهامهم بالإبقاء عليها فهم لم يكتفون بالفساد والإفساد في كل المرافق بل وصل بهم الأمر للنظر إلى اللقمة التي هي في فم المواطن فلو كان الأمر بيدهم لكانو قد اختطفو عليه حتى الهواء فمهما طال بكم الأمد وغركم ما انتم فيه ستتحقق أحلام البسطاء ولكنم اوتادا لن تقفو حاجزا بين الرعية وحقوقها سيحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الفاسدين والمنافقين والظالمين وءاكلي حقوق الناس