محمد حبتور يكتب:

اليمن ومافيا تهريب الآثار وتهجير العقول

تهريب الآثار والاتجار بها ليس بالشيء الجديد، وأبناء شبوة ومأرب وحضرموت والجوف أيضاً يعرفون هذا الأمر، فالبلاد كانت ولا تزال مرتعا خصبا لعصابات الآثار وتجّارها.

عرض "الوعل" البرونزي في متاحف العالم على أنه ملك لأحد أمراء قطر، أثار فضول الصحافة العالمية، فحاولت أن تصل للوثائق الخاصة بالتمثال الأثري، وهو ما لم تقدمه لهم المتاحف التي عرضت التمثال، وبعضها قدم وثائق مزيفة، كما وصفتها الصحافة، مما جعلهم يحاولون تتبع رحلة "الوعل" بطرقهم الخاصة..!

ذكر تقرير للتلفزيون الفرنسي، تم نشره قبل عام، أن "الوعل" تمت سرقته من منطقة مريمة، وعرض التقرير صورا لمكان النبش الذي تم استخراج التمثال منه، وهو معبد قديم كما وصفه التقرير.

عُرض التمثال عام 2018 في قصر فونتينبلو بفرنسا، وخرج تقرير التلفزيون الفرنسي بداية عام 2020، ولم يتحرك أي مسؤول أو وزير في حكومة الشلل والعجز اليمنية، وكأن الأمر لا يعنيهم..!

المؤكد أن هذه البلاد تزخر بالكثير من الآثار القيمة، فقد قامت على أرضها حضارات وممالك عظيمة، وهي ثروة من ضمن الثروات التي تنهبها وتنهشها عصابات الفيد والسمسرة.

لا جديد يُذكر، والقديم يُعاد.

ولكن...

قبل أن نبكي التمثال البرونزي، علينا أن نبكي ثروة العقول المهاجرة من هذه البلاد، فالعلماء يهاجرون، أو بالأصح يُهجَّرون، وكل من له علاقة بالتعليم العالي وجامعات البلاد، يدرك كمية الهجرة الأكاديمية للأساتذة والدكاترة والباحثين لجامعات الخليج، وقس على ذلك في كل المجالات، فكم هي الثروات المهربة..؟.

استعادة التاريخ تبدأ من ترتيب الحاضر المبعثر، وتأمين المستقبل يبدأ بترميم الإنسان وتنميته أولاً، حينها نستطيع استعادة تاريخنا والحفاظ عليه من النهب والتزوير والتحريف..

بلاد "مفلوتة"، وما خُفي أعظم...!