فيصل الصوفي يكتب:
اليمن تتقدّم دول العرب بالسعداء
قبل أيام مر بالقرب منا يوم السعادة العالمي، أو اليوم العالمي للسعادة.. في العام 2012 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون يوم 20 مارس من كل عام يوماً عالمياً للسعادة، بينما اليمن كلها أرض السعيدة من قبل ما يخلق السيد المسيح.
كيف تعرف أن هذه دولة سعيدة أو هي تعيسة؟ الأمر سهل، فالدولة ذات النمو العالي، الحريات فيها مصونة، حقوق الإنسان مضمونة، حكومتها تساوي بين مواطنيها، بما في ذلك المساواة بين الذكور والإناث، والبيئة فيها نظيفة، والمواطن يعيش فترة طويلة من العمر دليل جودة الغذاء والرعاية الصحية، ونصيبه من إجمال الدخل القومي مرتفع، وإعمال مبادئ الشفافية والنزاهة وتكافح الفساد، وتكافح الفقر.. التي تفعل كل هذا، هي -إذن- دولة سعيدة، ومرتبتها في سلم السعادة مبنية على مستوى إعمال تلك المبادئ.
وضعت الأمم المتحدة مسطرتها على مائة وخمسن دولة، وقاستها هذا العام قياس الترزي للثوب... الدول العشرين الأسعد في العالم عشر منها أوروبية، وبعدها أميركا، كندا، استراليا، تايوان، جزر نيوزلندا في المحيط الهادي، ودولة وحيدة في منطقة الشرق الأوسط هي إسرائيل اللعينة.. وفي التقييم هناك ثماني دول عربية جاءت في المراتب التالية عالمياً: 21، 27، 35، 80، 81، 82، 87، 93.. لكن على المستوى العربي هي الأسعد، وهي على التوالي: السعودية، دولة الامارات، ثم البحرين، المغرب، العراق، تونس، مصر، والأردن.. هذا عجيب، إذ أين قطر التي وصل متوسط دخل الفرد فيها أكثر من 66 ألف دولار، وأين سلطنة عمان وريالها الواحد يساوي نحو سبعمائة ريال يمني؟ هل تريد الأمم المتحدة إثارة غضبنا؟ لا ليس هكذا، فدولة قطر هي الأولى من حيث متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، هذا معيار واحد من بين 17 معياراً، إذ لا تتوافر فيها المعايير الأخرى.. أما الذي يغضبنا من الأمم المتحدة، فهو قولها إن الدول الأقل سعادة هي أفغانستان وزيمبابوي ورواندا وبتسوانا.. وإن اليابان في التصنيف العالمي تحتل المرتبة 56، وروسيا 76، والصين 84، من بين الدول المائة والخمسين التي تم قياس مستوى سعادتها.
حسناً يا أمم، فأين اليمن، وهي أقدم دولة على وجه الأرض سميت العربية السعيدة، وقلد الله اليونانيين والرومان؟ وما تزال مملوءة بكل ما له علاقة بالسين والعين والدال.. قائمة السعيدات والسعداء فيه أكبر مما عليه قائمة الدول العربية الثمان؟ واحسبوا وعدوا معي الذي في قريتنا الصغيرة فحسب: سعيدة حسن.. سعيدة بنت سعدان.. سعدة فرحان.. والجدة سعادة.. وسعيد محمد، وسعيد علي، وسعيد الزبغطيط.. وعد لك عد، حتى إنه لكثرة فُشُو السعادة في اليمن لها رئيس جمهورية مغترب مطمئن لا يسأل عن السعداء، وقد قالوا في المثل: لا تهم السعيد، ولا تورث للشقب ابن الشقب.. وهذا رمضان قادم والسعادة في صنعاء تغمر الناس من خبر وزير مالية الحوثي.. قال سوف يصرفون للموظفين نصف مرتب قبل حلول شهر رمضان، يعني سيحصل الموظف خلال السنة ما يساوي خمسين ريالاً سعودياً، إنه مبلغ قريب جداً من المبلغ الذي يحصل عليه أي سعودي، حيث متوسط دخل الفرد في المملكة العربية السعودية هو 27 ألف دولار في السنة!