وليد ناصر الماس يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل جميع أراضي السعودية مشمولة في الدعوة المباركة لنبي الله إبراهيم!!

في الواقع ما زال أكثرنا مضلل بتصورات خاطئة، نُسجت في الأذهان من وحي الخيال بقصد أحيانا وبدون قصد.
البلاد التي عاش فيها نبي الله إبراهيم عليه السلام هي مكة المكرمة، ودعا الله أن يجعلها أمنة مستقرة تُغدق عليها الخيرات والبركات، ويأتي الناس لزيارتها من كل فج عميق، كان هذا قبل ظهور ما تسمى اليوم بالمملكة السعودية بآلاف السنوات.
المملكة السعودية اليوم تُنسب إلى آل سعود، مؤسسها الأول محمد بن سعود بن ماك رن بن مردخان، وهي اليوم بلد مترامي الأطراف تزيد مساحته عن مليوني كيلو متر مربع. أُقيمت هذه المملكة وتوسعت فيما بعد بدعم من السلطات البريطانية نكاية بالخلافة العثمانية نظرا لتاريخ طويل من الصراع بين الخلافة العثمانية وأوروبا المسيحية، فقد تمكنت هذه الأسرة أعني أل سعود وبدعم من الأنجليز من السيطرة على معظم أراضي شبه الجزيرة العربية التي تضم تحت سطحها مخزون هائل من النفط.
أما مكة المكرمة فهي بلدة صغير جدا إذا ما قورنت بأراضي هذه المملكة الشاسعة، وهي تقترب من جهة اليمن، فهناك أرض يمنية كبيرة استولى عليها ابن سعود وألحقها لمملكته بقوة السلاح.
البعض من عوام الناس يعتقد أن الأرض السعودية جميعها أرض مباركة وهذا غير صحيح ألبتة، فالمقدسات الإسلامية تقع اليوم في مكة المكرمة والمدينة المنورة إقليم المقدسات، وهي ملك لجميع المسلمين على وجه هذه الأرض، وهناك مطالب إسلامية متزايدة تصاعدت مؤخرا، وتدعو لمنح الأرضي المقدسة حكما ذاتيا، والحد من النفوذ السياسي للسلطات السعودية على هذه الأماكن.
يعتقد بعض البسطاء أن الرخاء النسبي الذي شهدته المملكة السعودية في العقود الماضية بفعل تزايد مبيعاتها من النفط، يُعزى لدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مما يضفي ذلك هالة من القداسة على السلوك السياسي لآل سعود، الذي يغلب عليه الظلم والفساد والتآمر على محيطه العربي، كما يجهل هؤلاء أن المملكة السعودية تعتبر البلد الاول عالميا في تصدير النفط، بفعل استحواذ آل سعود على مخزون شبه الجزيرة العربية من الطاقة.
أما حكام المملكة من آل سعود فهناك شكوك كثيرة تحوم حول جذورهم الحقيقية، إذ يُرجع العديد من المؤرخين جذورهم لأصول يهودية، ويرى هؤلاء أن هذه العائلة سكنت الدرعية في منطقة نجد بعد ان وفدت إلى الجزيرة العربية، ورغم المحاولات الرهيبة التي بُذلت لتزوير التاريخ وتحريف حقائقه، إلا إن الحقيقة ما زالت ناصعة جلية، ولن تتمكن غيوم الباطل والدجل من حجب سطوع نور شعائها.