خالد سلمان يكتب:
وحدويو الانفصال وبطولات جيش الهزيمة في "مقبرة القاطرات"
من هو الانفصالي؟
من استقدم فلول الإرهاب من كل الأصقاع، من كرس المساجد للتكفير، وانقلب على مشروع الوحدة، اغتال الشركاء وشن الحرب؟
أم من أعلن فك الارتباط وعدن تحت مرمى النيران؟
تسلسل الأحداث الدامية، وحده من يجيب على سؤال:
من اغتال الوحدة.
فقط للذين ما زالوا يثيرون غبار مثل هكذا أسئلة.
22 مايو اليوم الذي أحالته النوايا المبيتة للحرب والغزو، إلى حائط مبكى.
مايو اليوم الذي حولوه إلى مصيدة، وساحة قنص للحلم وللشركاء، مايو عيد الأرصفة المخضبة بدم القادمين من عدن..
ان تسجل الحكومة نقطة في شِباك خصمها السياسي في عدن، على جثمان مواطن مات اختناقاً بالحر وغياب الكهرباء، ما احقره من نصرٍ، وما احقرها من حكومة ومن معركة.
سؤال الضجر:
الحكومة بكل هيلمانها وحقائبها، ونواب الوزراء ومساعدي الوزراء والوكلاء ومدراء العموم، والميزانيات وعوائد النفط والغاز والضرائب، والجبايات غير القانونية، وسط كل هذه الزحمة وتكدس المنافع، يبرز السؤال الصفعة:
اية جغرافيا تبسط الحكومة سيطرتها عليها، تبرر كل هذا الإنفاق، واي المحافظات تعتمد لها الميزانيات التشغيلية، وكل ما تملكه شارع في تعز ومديريات ثلاث في مأرب، وجيش من الموظفين الموقوفة رواتبهم، وشلل شامل في الأداء، كتائب هزائم حرب تجار سلاح، وصفر خدمات، تعليم مصادر لصالح حلقات التطرف ومشايخ التكفير، وصحة ترتدي سحنة وهيئة الجبانات والمدافن؟
وسط كل هذا النهب السفيه، عليك ان تشعر تجاه راهن حال الحكومة والرئاسة، ومجموع قُطّاع الطرق الرسميين، والصمت الشعبي المروع، بالخيبة والضجر.
لماذا لا تعود الحكومة إلى عدن، ولماذا تسعى إلى افتتاح مقرات لوزاراتها، خارج المدينة؟
الإجابة بكل بساطة:
الهروب المتعمد من مسؤولياتها، تجاه معاناة الجنوب، وتحميل خصمها السياسي، تبعات كل هذا الدمار الخدمي المعيشي الشامل.
الحرب ضد خصمها على حُطام خدمات عدن، هذا ما تريد فعله الشرعية، من خلال فتح النار على ابسط حقوق المواطن، ماء وكهرباء خبز اطفال، حبة دواء ومدرسة، حقوق لتوفرها الاعتيادي، لم يعد يطالب بها العالم.
الشرعية تدير مواجهتها جنوباً بعقلية تدوير البدائل، والاحتفاظ بورقة احتياط، تخفف من الارتطام والسقوط في مأرب، وكل الجغرافيا اليمنية شمالاً، بتحقيق نصر سياسي في عدن بأحد الخيارين:
إما تحويل الخدمات لكعب أخيل، تخترق من خلاله سلام المدينة، وتراكم التململات الاجتماعية، وتعيد توجيهها لإرباك الانتقالي من الداخل، وإما بالاجتياح العسكري المباشر، وتحويل عدن لورقة بيد الشرعية، للمساومة بها على طاولة اقتسام حصص الحكم، في مرحلة ما بعد التسوية.
وكلا الخيارين مرشح للنجاح والفشل بنسب متساوية، الأمر برمته نجاحاً وفشلاً، ذات صلة بحسابات الانتقالي، وإدارته للمواجهة وإعادة التموضع.
أستاذ وخطيب جمعة، قاد عمليات الحشد الشعبي بالهجوم ليومين متتاليين، على منزل العقيد عبد الحكيم الجبزي رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، ومتهم بخطف وتعذيب وبتر اعضاء اصيل الجبزي وقتله ذبحاً، فيما كان يدير هذه العملية من خلف ساتر، العقيد عبدالكريم العلياني، بتوجيهات من مرجعياته الحزبية الدينية العليا.
العلياني لإحكام التمكين تم تعيينه مديراً لأمن مديرية المعافر، فيما الأول يداوم من غير صفة، في مكتب مدير الأمن، ربما لتوصيف الخصوم ولترتيب قوائم التصفيات.
هذه هي مقاييس شغل الوظيفة في تعز:
توضأ بدم المغايرين، اقتل اكثر لتنال منصباً ارفع واعلى.
تعز المدينة التي وانت تكتب عن بشاعاتها، لا تجد ضرورة ان تختم جملتك الاستنكارية بعلامة تعجب.
كل شيء غير سوي فيها، طبيعي اعتيادي مألوف، متعايش ومتماه معه حد الدهشة.
أسود في تعز، جبابرة في مأرب، الا ليتهم احرقوا مدرعات الحوثي كما فعلوا مع قاطرات الغاز..!
هناك موقعة في الحرب العالمية الثانية اسمها مقبرة الدبابات.
وفي مأرب اجترح جيش علي محسن موقعة مشابهة، اسمها مقبرة القاطرات.!!
المعركة لم تكن مع الحوثي بل مع مواطني مأرب، الذين يسترون ببطولاتهم عورة جيش الهزيمة.