خالد سلمان يكتب:

الشراكة الناقصة

لتبيان حجم الإضعاف المقصود لقوات الإنتقالي ،علينا ان ننظر إلى ضفتي الحلفاء للأطراف المتحاربة إيران والسعودية ، حيث تقدم طهران كل الدعم والإمداد بالسلاح والمعلومات ، وتوطين الصناعات العسكرية في صنعاء ،من الباليستي وحتى الطائرات المسيرة ،وعلى الرغم من الحصار المضروب على المنافذ البرية والبحرية والجوية إلا ان إيران لا تترك وسيلة دون تعزيز القدرات القتالية والفنية لسلطة الأمر الواقع في صنعاء.
فيما الطرف الآخر السعودية تمارس التقتير حد الشح ،في تعزيز مكامن قوة الإنتقالي ، وخلق حالة توازن مع الحوثي، وتوفير مستلزمات الحماية والدفاع البناء.
قوات الإنتقالي خارج اولويات القرار السعودي ،لا مظلة ردع للصواريخ ولا قدرات صاروخية ضاربة، تفرض حالة من توازن الرعب ،وتدفع الجهة المهاجمة إلى إعادة تقدير الموقف قبل الشروع بعمليات مكلفة.
الواقع ان السعودية لا تريد جيشاً نظامياً يمتلك اسباب القوة ، فتجربتها مع جيش جمهورية اليمن الديمقراطية، مازالت ماثلة في ذاكرة المواجهات السابقة، حيث مثل السد المنيع في وجه الأطماع التوسعية السعودية، وحصن امين للدفاع عن السيادة ، وبالتالي المخطط اليوم هو محاولة إبقاءه في مستوى ،يراد له ان يكون ميليشاوي التجهيز محدود الفعالية ، غير لاعب مصيري في ساحة المواجهات الفاصلة، وهو ما ترفضه القيادات السياسية للإنتقالي ،وتسعى لهيكلة مكوناتها وفق معايير الإحترافية العسكرية ومأسسة القوات.
هذه العلاقة الناقصة مع الرياض ،بحاجة لتصويب وإعادة رسم آفاقها ليس على اساس الشراكة المهينة ، بل على قدر كاف من الندية ، حيث من غير المسموح فرض التبعية ،او جعل حيوات الجنود رهن إشارة المرجعيات العسكرية السعودية العليا.
إستنزاف قوات الإنتقالي عبر توسيع غلالات القهر المعيشي لضباطه، وتصفية كادراته ، وتغييب تقنيات الدفاع عن الذات الوجودية، وخوض حروب بلا غطاء جوي في معارك الضالع وغيرها ، كل ذلك يأتي في سياق الحرب السياسية ،حيث يُمنع صناعة قوة حقيقية ،تدعم القرار المستقل ، بل تكوينات يراد منها ان تكون في حالة الدفاع السلبي، العاجز عن الإستغناء عن الدور والترسانة السعودية.
من لا يملك القدرة العسكرية لا يملك بالضرورة قراره السياسي المستقل ، هكذا تفهم السعودية الأمر وتعمل عليه، وعلى الآخرين ان يقدموا مقاربة مغايرة تُسقط التبعية وتعلي من شأن الشراكة.
للحوثي شريك هو إيران ،وللإنتقالي طرف سعودي دون مستوى الشريك.
يجب تصويب إختلالات المعادلة.