خالد سلمان يكتب:

أزمة اليمن وجديد جروندبيرج

في أول إحاطة له في مجلس الأمن، يقدم المبعوث الأممي، خطاباً جديداً غير مسبوق منذ توالى على الملف اليمني أكثر من مبعوث. 

 جديد جروندبيرج نظرته لأزمة اليمن من منظور آخر، أكثر اتساعاً وانفتاحاً على أطراف كانت مستبعدة، أو هي في خانة الفاعل الثانوي، في كل الحراك والاتصالات الدولية، وهنا أقصد الجنوب. 

 يرى المبعوث الجديد أن لا سلام مقدر له أن يصمد، ويُكتب له النجاح ويملك زخم الاستدامة، ما لم يكن للأصوات الجنوبية دور في تشكيله، أو يتم الحل خارج استيعاب ومعالجة آثار مظالم سكان الجنوب -حسب توصيفه. 

 ومع أن تلك الإحاطة قد حظيت بترحيب من الانتقالي، إلا أن المدى الذي ستذهب إليه لا زال غامضا، أو في أحسن الأحوال مضببا، وآلية تجاوز تلك المظالم، هي الأُخرى غير محددة بصورة دقيقة، وما إذا كانت في إطار معالجة كل مظلوميات الحرب، في كل الخارطة المحتربة، أم الذهاب بعيداً نحو الإقرار بحق الجنوب، بتقرير مصيره وتشكيل كيانه المستقل، وما إذا كان هذا الكيان دولة مستعادة أو كيانا في نطاق الأقلمة. 

عموماً حديث المبعوث يستحق التوقف أمامه، ومنحه الوقت الكافي لبلورة رؤية، ربما تكون مغايرة لطروحات سابقيه، واستكناه ما بعد ذلك الإقرار بحقوق الجنوبيين، وسقف تلك الحقوق، دولة أم كياناً في سياق كيانين أم أقاليم ستة؟.