أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
لن يخذلك الله.. إذا خذلك الجميع
نعيش أسوأ مرحلة معيشية على الإطلاق ، وكادت فئات الشعب المختلفة أن تتساوى جميعها بالفقر والعيش غير الكريم ، ومع هذا الكل ممن تولى أمر هذا الشعب رافض أن يعترف بالفساد والفشل ، الذي أصبح ظاهرة متفشية على نطاق واسع للأسفالشديد ، الكل يكابر كما فعل ساسة وقادة العراق ولبنان حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم .
دول غنية جدا دخلت الحرب في اليمن ، لتحول شعبه من مستور الحال إلى أفقر شعوب الشرق الأوسط بعملية سميت إعادة الأمل ، دول خسرت مئات المليارات من الدولارات في حرب لم تحقق فيها إلا هزيمتها النكراء وأمنها القومي الذي ذهب في مهب الريح .
عاصفتي الحزم والأمل دليل دامغ على أنها لم تأتي لنصرة الشعب اليمني بل لأهداف خاصة بالتحالف العربي فقط ، والا لما كان حال هذا الشعب كارثي ومزري وماساوي في ظل وصاية ورعاية التحالف العربي .
دول جوار لم تحترم وتصون حق المجورة وحقوق الجار على جاره ، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
عن أَبي هريرة : أَن النَّبيَّ ﷺ قَالَ : واللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ : مَنْ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي روايةٍ لمسلمٍ : لا يَدْخُلُ الجنَّة مَنْ لا يأْمَنُ جارُهُ بوَائِقَهُ ، كلمة بوائق تعني الشر والأذى والظلم .
مافي مسؤول كبير أو صغير خرج ليعلن فشله ويقدم استقالته ويعتذر من هذا الشعب ، المصيبة أنه يرى نفسه عبقري زمانه ورجل المرحلة الراهنة وحتى القادمة ، لن يتدخل العالم ولن يقدم يد العون والمساعدة مخافة غضب الجارة الكبرى وخسارتها .
علينا أن نعتمد على أنفسنا ونولي خيارنا زمام الأمور ونصنع من بين ركام هذا الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي الكارثي مستقبل مشرق وواعد بإذن الله تعالى ، سبقتنا شعوب مقهورة ومهزومة كثيرة كاليابان وألمانيا وغيرها ، وأنتصرت تلك الدول على كل المؤامرات والدسائس ، ونحن لن نستسلم لوضع أرادوه لنا لتركيعنا واذلالنا وقهرنا ، من أجل سهولة السيطرة التامة علينا .