فيصل الصوفي يكتب:
حان البراء الإصلاحي من التحالف
حيرنا حزب الإصلاح، في اضطرابه الذي نحسب أنه متعمد، ليقرع باب التمكين، ومد الجسور مع جماعة دينية مضاهية تغازله وتكاتبه منذ العام 2019 على الأقل.. فيوم مع التحالف العربي، ويوم ضده.. وهذا التحالف كان بالأمس تحالفاً عربياً لدعم الشرعية، واليوم الإصلاح يحاكي قولة الحوثيين: الاحتلال السعودي- الإماراتي.
دولة الإمارات العربية المتحدة كانت في نظر الإصلاح إمارات البشر والنصرة، وزايد الخير، قلبت المجن للإخوان في ليبيا، فصارت دولة احتلال.. دولة احتلال في الساحل الغربي، وقوات احتلال في سقطرى، وهي في نفس الوقت يجب أن تنسحب من معسكر العلم في شبوة، ثم ما انسحبت من العلم إلا لمؤامرة.. مطلوب تنسحب من بلحاف، وسيكون انسحابها من بلحاف مؤامرة أيضاً.
قوات المقاومة اليمنية الشمالية والجنوبية في الساحل الغربي قوات إماراتية، وفي أحسن التقديرات هي قوات مدعومة من الإمارات، وموالية للإمارات، ولا تعترف بالشرعية التي بات حزب الإصلاح خصيمها المبين، والإمارات أيضاً ارتكبت خطيئة لأنها سحبت قواتها وآلياتها العسكرية من الساحل الغربي، وقطعت الدعم اللوجيستي والمادي عن الألوية التهامية وألوية العمالقة، مؤامرة إذن.
سحبت المملكة العربية السعودية قواتها من مأرب.. قالوا يا غارتاه خذلتنا.. وأمس تخفى حزب الإصلاح بين مجموعة أحزاب سياسية ليعبر عن استغرابه الشديد لأداء التحالف العربي، بسبب سوء إدارته للمهمة التي أنيطت به.. هذه المرة قال هي أحزاب في مأرب، ولم يقل أحزاب التحالف الوطني.. لكن كيفما كان الأمر فبيان الإصلاح لا يغطي فشله في الميدان، وقد استغرب ياسر العواضي من الكذبة، وقال نشفق على الإصلاح أكثر مما ننهره بسبب مجافاته للحقائق على الأرض.
القوات السعودية الرمزية في شبوة غير مرغوب بها لأنها متواطئة مع الإماراتية في معسكر العلم.. لكن أن تسحب منها قواتها بعد الخيانات الإصلاحية فتلك مؤامرة.
تتفاوض المملكة العربية السعودية مع جمهورية إيران الإسلامية بشأن مستقبل العلاقات بين دول المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية منها، فيقول الإصلاح للناس: إن السعودية لم تعد تهتم بالمعركة في مأرب أو شبوة (حيث الإصلاح فحسب)، فهاهي السعودية تتفاهم مع إيران بشأن ترك الحوثيين يبيضوا ويصفروا.
لقد بات الإصلاح يقدم الشرعية وتحالف دعم الشرعية كأنهما نقيضان.. وما أكثر المثالات! وسائل إعلامه تنسب إلى (مصدر عسكري رفيع في وزارة الدفاع اليمنية) قوله إن التحالف السعودي- الإماراتي يسوق أرقاماً غير صحيحة حول هجوماته الجوية: طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن نفذ 88 عملية استهداف لآليات وعناصر الحوثي في مديرية العبدية.. طيران التحالف نفذ 19 عملية في الجوبة.. التحالف نفذ 32 عملية في مديرية رحبة.. طيران التحالف نفذ 43 عملية في الكسارة.. وتكر حبوب سبحة التحالف بالعمليات الجوية في مأرب يومياً دون توقف، بينما عدد الإغارات الجوية لا تزيد عن ثلاثين إغارة في الأسبوع.. ما دامت ثلاثين فهذا الأمر يرينا أن موقف التحالف في معركة مأرب ليس جاداً.. (قارن الثلاثين التي ذكرها الإصلاح في وسائل إعلامه مع ما ذكره أمس الثلاثاء الناطق العسكري في صنعاء، حيث قال إن (الطيران الحربي التابع للعدوان نفذ 159 إغارة على مديرية الجوبة)!!
حسناً يا إخوان.. لكن لماذا مقاتلات التحالف السعودي- الإماراتي فعلت فعلها في عدن وأبين ولحج وأخرجت منها الذين بقوا على قيد الحياة من ميليشيا الجماعة الحوثي؟ لماذا فعلت فعلها في الساحل الغربي؟ ولماذا عندكم في مأرب لا تحدث أثرها، كما تزعمون؟ جربوا اسألوا مثل هذا السؤل.. وستحصلون على جواب: لأن الإدارة العسكرية في جبهاتكم مختلة، كما قال صاحبنا، أو لأن الذي على الأرض هو جيش من معلمين وموجهين ووعاظ وعاطلين عن العمل، وورق وكشوفات مرتبات.
كلما هُزم جيشكم بحثتم عن أي سبب بعيد، حتى إن أخلص مفتر من مخلصيكم حاول أن يرجع هزيمة جيش التربويين إلى ابني الرئيس ناصر وجلال، ودليله أنهما (يتعاملان بمناطقية حقيرة ومريضة مع مطالب الجيش الوطني وأنهما أحد الأسباب الرئيسية للانكسارات في الجبهات)، بينما لا ناصر ولا جلال قادة، ولا والدهما الرئيس هادي من ذوي الشأن بجيش الإصلاح ومحسن.
وآخر قولنا: لا قيمة لقولة مستشار وزير الدفاع صاحبكم الذي شهد شهادة زور، فقال: قلناها مراراً وتكراراً، ونعيدها للمرة الألف، الجيش الوطني ليس إصلاحياً ولا يمثل حزباً معيناً! لا يا مستشار، جيش الإصلاح، والأمر مشهور.