علي ثابت القضيبي يكتب:
يا حكومة تابعوا تشغيل المصفاة
جاء بيان المصدر الحكومي الذي نشرته وكالة سبأ الرسمية الأربعاء 10نوفمبر الجاري رداً على بيان الإنتقالي كعادة الحكومة دائماً ، أي بالتبرير والمناكفات .. إلخ ، مع أنّ الكل يعرف جيداً أنّ أوضاع البلاد على شفا جرفٍ سحيق ، وبيان الإنتقالي جاء على خلفيات ذلك أصلاً ، بل أنه جاء متأخراً كثيراً ايضاً ، ولندعنا من سفسطاء البيانات والإتهامات المتبادلة ، لأنهُ أليس من الأجدى تشمير كل السواعد لتلاحق البلاد مما هي فيه اليوم ؟
* تعرف الحكومة كما كل الإختصاصيين الماليين ، أنّ مصفاة عدن عصب إقتصادي رئيسي ، وخُرّبت عمداً ، والنية الٱن إعادة تشغيلها ، وإدارتها ونقاباتها وكل عمالها يعملون جاهدين بهذا الإتجاه ، ولأنه بتشغيلها سنوفر ملايين الدولارات التي تُصرف عبثاً لشراء النفط من الخارج ، وهذا محور كل أزمة البلاد ، خصوصا والنفط من أرضنا ، وهو يُباع الٱن وتذهب عائداته الى جيوب الحيتان في بنوك الرياض !
* لكن لم أسمع أحد في الحكومة يتحدث في هذا المحور المفصلي ، بل لم ألمس يوما أن صاحب المعالي رئيس الوزراء أو أحد نوابه أو وزير النفط نزل يوما الى المصفاة لمتابعة ما يجري فيها ، أو ليتلمّس ماذا ينقصها حتى يتمٌ تشغيلها ، أو على الأقل من باب رفع الروح المعنوية لإدارتها وعمالها ، ويشعرهم بأنهم مهتمون بها ويتابعونها ، أو حتى لرفع الروح المعنوية للمواطن ، ويشعره بأنّ الحكومة مهتمة بأهم مرفق سيسهمُ في ٱزاحة شيئ من الأزمات التي تطبق على البلاد اليوم ، كلا لا أحد يفكر في هذا الأمر مطلقاً ، حتى أخونا محافظ عدن وقيادتنا في الإنتقالي ايضاً !
* الجواب من عنوانه ، وهذا مثل شعبي محلي ، وهو يُفصح فعلاً عن عدم الجديّة والتوجه لإجراء حلحلة حقيقية في أزمات البلاد الكارثية ، وأهمها الإقتصادية ، وخُطى الحكومة بهذا الصدد كالسلحفاة ، أو أن ثمة أوامر فوقية أعلى بعدم إبداء أي إهتمام لإعادة تشغيل هذه المصفاة ، وإلا لكانوا يزورونها أسبوعيا ميدانياً ، ويتابعوا بجدية أين وصل ترميمها وماذا ينقصها لتتوهج شعلتها .
* هذا هو الواقعي فعلا ، فلاتهمهم أزمات البلاد ، ولايهمهم أن يتضوّر الشعب جوعاً أو يشحذ في الشوارع ، أو حتى أن يقتات من براميل الزبالة ، كلٌ هذا في ذيل أجندتهم ، بل هو غير موجود في قائمة إهتماماتهم أصلاً ، والوقائع أمام العين تشهدُ بهذا ، أليس كذلك ؟!