أحمد سعيد كرامة يكتب:
طارق عفاش .. وإستنساخ الجبهة الوطنية
لسنا أدوات تحركها أي قوى إقليمية أو دولية كيفما شاءت ومتى ما شاءت ، وكفى تبعية وإرتهان لتحالف لا يرى غير مصالحه الخاصة فقط ، ولسنا معنيين بتصريحات طارق عفاش ولا بغيره من الشماليين ، على قادة ورموز المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يعوا أن لنا مشروعنا الوطني كجنوبيين أولا وأخيرا ، وعلينا التركيز وحشد الموارد والجهود والطاقات لتحقيق هدفنا .
يدعونا التحالف بعد سبع سنوات من الحرب والجوع والفقر وتردي مستوى الخدمات إلى التحالف مع من فرط بجمهوريته وسلطته وجيشه ( طارق عفاش ) لتدشين مرحلة جديدة من حروب الاستنزاف التي يعلم الله وحده متى تبدأ وأين ستنتهي ، آن الآوان لأن تتوقف حروب الوكالة لأننا وحدنا من يدفع ثمنا باهظا جدا جدا .
لن ندخل بحرب إستنزافية مباشرة لتحرير الشمال من الشماليين ، وعلى العشرين أو الثلاثين مليون شمالي تقرير مصيرهم لوحدهم فقط ، إما يحررون شمالهم ، أو يقدمون صكوك الولاء والطاعة لسادة مران صعدة حكام صنعاء الجدد .
كانت لنا تجارب مريرة سابقة مع الجبهة الوطنية الشمالية التي كانت تدعي أنها إشتراكية النهج ، ولن نكررها مع المقاومة الوطنية الشمالية ، أتخذت من الجنوب قاعدة لها لتحرير الشمال على حد زعمها ، وفتح لها الجنوب على مصراعيه لعقود من الزمن ، حتى أنهم تجاوزو الجنوبيين على أرضهم في الأهمية والرفاهية والمسؤولية ، وكانوا الدافع الرئيس في التحريض للهرولة إلى نكبة الوحدة المشؤومة ، وبعد الوحدة إنصهرت الجبهة الوطنية الشمالية الماركسية المعارضة في المؤتمر الشعبي العام وغيرها من أحزاب ومكونات الشمال ، وقليل منهم لم يغادروا الحزب الاشتراكي ، وتقلدوا مناصب سياسية وعسكرية ومدنية عليا هناك تكريما لهم ، ونجحت خطتهم في التامر على الجنوب وجره إلى باب اليمن .
لا طارق عفاش ولا غيره من الشماليين يريدون خير للجنوب والجنوبيين ، وبالتالي نحن نرفض رفضا قاطعا فتح أي مكاتب أو معسكرات في المدن الجنوبية المحررة ، ولا نريد إعادة إنتاج تجارب مشابهة فاشلة كالتي حدثت في العراق في عهد الرئيس الشهيد صدام لمجاهدي خلق الإيرانية المناوئة للنظام الإيراني ، فتحت لهم معسكرات خاصة على الحدود العراقية الإيرانية أو كمقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في عدن وغيرها .
أما طارق عفاش وحديثه عن تحرير وحماية مناطق منابع النفط والغاز ، لا شأن لطارق في شبوة أو بيحان أو حضرموت ، وعلينا عدم الانجرار لحرب إستنزاف تنطلق من بيحان شبوة ، مأرب إنتهت بإنتهاء جبهة فرضة نهم وصرواح وسقوط 12 مديرية ماربية بيد مليشيات الحوثي من إجمالي 14 مديرية في مأرب .
وطريق تحرير صنعاء للمقاومة الوطنية العفاشية تبدأ من المخاء والوازعية وغيرها من مناطق الساحل الغربي الشمالية وليس من عدن أو لودر أو بيحان ، الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي والأمني في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة لا يسمح بأي مشاريع إنتهازية جديدة أو مغامرات غير محسوبة النتائج والعواقب .
لا تستفزوا الجنوبيين فتخسروهم ، فهناك خطوط حمراء لا يستطيع حتى الإنتقالي ورموزه تجاوزها ، وأذكركم كيف طرد الجنوبيين طارق عفاش وجنوده من معسكرهم في بئر أحمد عدن إلى المخاء عبر ميناء زيت البريقة ، رغم تواجد الأشقاء الإماراتيين في عدن ، تواجد طارق أو غيره من القادة أو من الرموز الشمالية في عدن وغيرها من المدن الجنوبية سيسبب إنشقاقات جنوبية عسكرية وسياسية لا أول لها ولا أخر ، ولهذا نحذر مجموعة المغامرين الانتهازيين من الجنوبيين من هكذا قرارات غير محسوبة النتائج والعواقب على وحدة الصف الجنوبي .