خالد سلمان يكتب:

بعد دعوة الزبيدي.. هل السعودية محايدة في اتفاقية الرياض؟

هكذا ينظر البعض لزيارة رئيس الإنتقالي للرياض ،بناء على دعوة عاجلة من السعودية، ذات صلة بتطورات الأوضاع السياسية والعسكرية.
من واقع إتساع رقعة الشكوك، من أن السعودية لم تعد بل ولم تكن يوماً حليفاً ندياً مأمون الجانب ، تأتي المخاوف تجاه الدعوة وإعتبارها مجرد كمين، لممارسة المزيد من الضغوط ،ربما قد تصل وفق أكثر المتشائمين، حد فرض الإقامة الجبرية ومصادرة حق الوفد في العودة.
لا احد يستطيع أن يصل قبولاً او رفضاً ، لمثل هكذا إستنتاج وذهنية متوجسة ، ولكن خروج هذا التململ السياسي من السعودية إلى العلن، وعلى لسان كادرات سياسية محسوبة على الإنتقالي ، يرسم حالة من عدم اليقين بالعلاقة الثنائية ، بعد سلسلة مواقف أثبتت فيها المملكة ،عدم حياديتها في ملف تنفيذ إتفاق الرياض، وكذا تقتير الدعم العسكري للإنتقالي ،وجعله يخوض معاركه ضد الحوثي منفرداً في الضالع وغيرها ، مع الصمت إزاء الحشود في أبين ، والدفع بالخلافات مع الشرعية حد الإحتقان ،جراء تردي الوضع الإقتصاد ومفاقمة معاناة الناس من الخبز وتدهور العملة وحتى الخدمات.
علاقات الإنتقالي مع السعودية ليست في إحسن احوالها ، وقرار إنسحاباتها المتتالية، من عدن والمحافظات الجنوبية بصورة أحادية، كشف جانباً من هذا الفتور ، ما يجعل دعوة الزبيدي لزيارة الرياض في مثل هكذا توقيت، محفوفة بالأسئلة الإرتيابية ودوائر الشك، في دواعي مثل تلك الزيارة والقضايا المطروحة على طاولة البحث، حد المجاهرة بمطالبة الزبيدي بتعيين نائباً له تحسباً للأسوأ.
ومع ذلك تبقى أسئلة المستوى السياسي بين اوساط حواضنه قائمة:
دعوة للتشاور أم لوضع الإملاءات، وفرض تصورات تمضي على الضد من مشروع الإنتقالي في ملف السياسة والحرب وشكل الحل ؟
زيارة في سياق دعوة طبيعية ، أم إقامة جبرية محتملة كما يهجس به إنصار الإنتقالي؟
لا أعرف هل هو قلق مشروع أم مبالغ فيه ، ولكن ما أعرفه جيداً أن السعودية تعيد هندسة التحالفات ، وأنها على إستعداد لإحداث المناقلة في توصيف الأصدقاء ،حد التضحية على مذبح مصالحها بالجميع.
وربما لا تخرج الزيارة عن هذا السياق ، إفعل ما نمليه عليك، أو أنت فائض عن الحاجة.

خالد سلمان