أحمد سعيد كرامة يكتب:
إستهداف أبوظبي.. هل يغير حسابات التحالف؟
إستهدف مطار أبوظبي سابقا ولم يعلن عن ذلك الاستهداف لأسباب خاصة ، وإستهدف مطار دبي مرتين أيضا من سابق ولم يعلن عنهما بسبب مكانة وأهمية ومصالح الإمارة ، إعلان الإمارات العربية المتحدة عن إستهداف بعض من منشأتها المدنية يعد تطورا ملحوظا ويحمل عدة دلالات .
التحليل الأول هو أن الاستهداف الأخير لعاصمة الإمارات ( أعتقد تم إستهداف دبي أيضا بحسب تصريح ناطق مليشيات الحوثي ) كان بسبب نقل ساحة المعركة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي وعودتها أي الإمارات إلى ساحة الحرب الدائرة في اليمن وبقوة هذه المرة ، كانت الرسالة الاولى لمليشيات الحوثي الإيرانية للإمارات من خلال القرصنة على إحدى السفن الإماراتية وإقتيادها إلى إحدى موانئ الحديدة على البحر الأحمر .
لنحلل بشفافية وواقعية بعيدا عن المناكفات السياسية والاصطفاف مع هذا أو ذاك على حساب أمن الوطن والمواطن وإستقرارهما ، تبعات ذلك القرار ( نقل المعركة من الغربي إلى الشرقي ) على الإمارات وصنعاء سيؤدي بالفعل إلى نتائج قد لا تكون بحساب جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة في الحرب اليمنية ، لماذا لم تزود القوات المسلحةالجنوبية بصواريخ باليستية طويلة ومتوسطة المدى ، وطائرات مسيرة مختلفة المدى والأحجام للرد على مليشيات الحوثي وبالعمق الإيراني أيضا .
إصرار التحالف على عدم الثقة بالقوات المسلحة الجنوبية والتعامل معها كمليشيات ( مدرعات غير مجهزة باسلحة نوعية ومنزوعة أنظمة الرادار والانذار المبكر والرمي الآلي الليزري والرؤية الليلية ) وليس كجيش نظامي مؤهل ومسلح بسلاح الجيوش المعروفة قرار غير صائب من قبل التحالف ، ويفتقر إلى الحنكة والحكمة والبعد العسكري الاستراتيجي ، عدم التكافئ أو الردع بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيات الحوثي في سلاح الجو والدفاع الجوي سيشكل للتحالف العربي ورطة قاتلة وخطأ فادح وجسيم ستدفع ثمنه غاليا كما يحدث اليوم .
هل ستستمر الإمارات في الحرب اليمنية الإقليمية على حساب أمنها القومي ومكانتها المحلية والاقليمية والدولية ، أم ستكتفي بالدعم اللوجستي لشركائها أو حلفائها المحليين ، أم سندخل في سجال عسكري بين صنعاء وأبوظبي ، رسائل مليشيات الحوثي الإيرانية بإستهداف أبوظبي لم تكن بسبب تحرير مديريات شبوة ، بل بسبب الهدف المعلن من قبل التحالف العربي بتدشين معركة تحرير اليمن التعيس إنطلاقا من بيحان لتحرير البيضاء ومارب أولا .
لن تدفع أي دولة في العالم فاتورة غيرها على حساب أمنها القومي وسلامة مواطنيها و أراضيها وإستقرارها ، في حرب إستنزافية مباشرة غير معلوم متى وأين تنتهي وكم كلفتها المالية والبشرية والإقتصادية ، من البداية كانت إستراتيجية القتال في المناطق الشمالية فاشلة وقد ترقى إلى الفساد ونهب مال التحالف الذي كان أحد أهم أسباب إطالة الحرب وعدم تحرير صنعاء .
لهذا ستركز مليشيات الحوثي الإيرانية من الان وصاعدا على السعودية والإمارات أحد أهم فاعلي التحالف العربي وتستثني ألوية العمالقة الجنوبية مؤقتا ، هكذا غيرت المليشيات الحوثية من إستراتيجيتها العسكرية بقصف أبوظبي من أجل إسقاط ما تبقى من مأرب بأسرع وقت وبأقل التكاليف وإنهاء الحرب في اليمن .
السؤال الأهم الان هل ستستمر الإمارات العربية المتحدة في الحرب اليمنية بصورة مباشرة ، أم ستفضل الإنسحاب التكتيكي الاستراتيجي ودعم حلفائها وشركائها المحليين بأسلحة جوية نوعية هذه المرة ، هما خياران وحيدان ويتيمان لا ثالث لهما ، فأيهما تختار الإمارات .