عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

السلام المنشود في اليمن والمساعي الإقليمية والدولية !

بين الفينة والأخرى تطل علينا  مبادرات ودعوات للحل السياسي للحرب في اليمن ،  تظهر بقوة عندما يكن هناك ضغط عسكري أو سياسي على  المليشيات الحوثية ،  بعد صدور قرار مجلس الأمن 2624 ، الذي وصف الملييشات الحوثية بالإرهابية وحظر توريد الأسلحة لها ككيان ،  دشن المبعوث الأممي لليمن هانس جروندنبرج مشاورات في عمان مع الأحزاب اليمنية ، بهدف ما أسماه وضع إطار عام لمفاوضات قادمة ؛ لحل سياسي شامل للحرب ، تلا ذلك دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الأطراف اليمنية للرياض ، بما فيها المليشيات الحوثية ؛ لعقد مشاورات للاتفاق على حل لإنهاء الحرب .
يفهم من التحركات الأخيرة ممارسة ضغوط على المليشات الحوثية ؛ للجلوس على طاولة المفاوضات مع بقية الأطراف اليمنية ؛ للدخول في تسوية مزعومة ، تكن المليشيات الحوثية طرفا أساسيا وفاعلا فيها ، والسلطة الشرعية بمكوناتها المتعددة طرفا آخر .
 تتسارع الأحداث والمتغيرات في اليمن ؛ لترسم ملامح مرحلة جديدة ، سيختفي فيها مصطلحا الشرعية والانقلاب ، تظهر فيها توليفة جديدة للسلطة ، موزعة بين كيانات عدة ، سترغم على قبول تسوية ، تعيد تعريف الصراع وتحتفظ بأطرافه .
أتيحت فرص كثيرة لإسقاط الإنقلاب وبسط سلطات الدولة على كامل التراب الوطني ، لكن التحالف العربي والسلطة الشرعية لم يستثمرها ، بينما   استتثمرت إيران تباطؤ الشرعية والتحالف العربي ، في حسم المعركة ، فدعمت وطورت القدرات الصاروخية للمليشيات الحوثية ، وأسندتها  بالطيران المسير ؛ لتضرب العمق السعودي والإماراتي مستهدفة المرافق والمنشآت الحيوية للبلدين .
على ما يبدو أن السلام الذي ينشده اليمنيون بعيد المنال ؛ إذ أن معطيات الواقع وتقاطع الأجندة الإقليمية والدولية ، وغياب السلطة الشرعية أو تغييبها عن أداء دورها المناط بها ، ومساعي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي ، تتجه نحو إنهاء الحرب وفقا لصيغة جديدة لمرحلة انتقالية جديدة ، تتوزع فيها مؤسسات وسلطات الدولة بين الأطراف والمكونات التي أفرزتها الحرب ، ومن ثم لن يألو كل طرف جهدا في حماية مصالحه ، والتنصل من مسؤولياته ، متهما الطرف الآخر بالفشل والتآمر وإعاقة تنفيذ ما اتفق عليه ، بالطبع لن تفرط المليشيات الحوثية بمكتسباتها ، وأوراق القوة لديها بل ستتاح لها فرص كبيرة ، لتقديم نفسها كمتتصر دحر ما تسميه بالعدوان وحلفائه ، وسيكن لها التأثير الكبير في المحافظات الشمالية ، التي مازال جلها تحت سيطرتها ،  بينما المحافظات الجنوبية والشرقية ، سيتولى المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة إدارة شؤونها .
يتوق اليمنيون لسلام عادل ، يستعيدالدولة ومؤسساتها ، منهيا كل مظاهر الملشنة وعسكرة الأجندة السياسية والفئوية والمناطقية ، يضع يده  على موطن الألم ، ويلج لعمق الأسباب ، التي أوصلت اليمن لهذا الوضع الكارثي ، ويتساءل اليمنيون ، هل المليشيات الحوثية من القوة بمكان بحيث تصمد سبع سنوات ؟! وهل التحالف العربي بإمكانياته العسكرية والاقتصادية والسياسية عاجز عن هزيمة المليشيات الحوثية ؟!  وهل يستطيع التحالف العربي والشرعية اليمنية ، أن يأخذوا من المليشيات الحوثية على طاولة المفاوضات ، ما لم يستطيعوا أخذه منها بالقوة العسكرية ؟!