مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
المغرب استرجاع للمناسب
جلّ الشموع انطفأت قبل أوانها ، مُبلَّلة شُعلاتها بدموع الحسرة وأخواتها ، في مغرب أصبح بؤرة ّ دعارة ومشتقاتها ، الفساد والرشوة والمحسوبية وما جاورها ، من انعدام الحقوق والضحك على الأبرياء بكل ما يترتَّب عليها ، السبب ليس في الفقر ولا غلاء المعيشة نفسها ، ولكن في حُكَّام حُكمٍ تنبَّهوا لما ذُكر من مخاطر وراقهم تعزيزها ، لإشباع نزواتهم مادامت مرحلة فريدة من نوعها ، والمفروض عليهم بجرأة عجيبة استغلالها ، بقطف بعض زهرات المجتمع بأكثر الأساليب ضراوة وأخبثها ، يوما بعد يوم حتى شاعت الميوعة واتَّسع حجم روادها . على امتداد وطن نمت جذور أشياء غريبة تُظْهِرُ لمن اقترب مخالب مفاتنها ، تغري بإتِّباع إفرازات دلالها ، حتى تمتصَّ ما بقي في عقله إلاَّ ما يتركه لا ينساها . ذاك مغرب إمارة المؤمنين يئن تحت وطأة "حداثة" لقيطة جلبوا لُبَّها ، من حي "بيكال" في باريس وليس من صميم نورها ، لتسرحَ في البدء حافية القدمين ومع مرور الوقت تُفرِج عن عورتها ، لتتحوَّل بعض الساحات السمحة المشيَّدة زمن العفة والحياء وصمة عار لزميلاتها ، في مدنٍ كمراكش وفأس وطنجة والدار البيضاء والعاصمة الرباط بجلال قدرها ، فأي تطور يتبجحون بإعلانه والبلاد بكل ركن فيها ساء حالها ؟؟؟، لم يزدهم تعقُّل ورزانة وصبر أهلها ، سوى مضاعفة التمادي وهذه المرة بجرح كرامتها ، وإضافة ما يجعل شياطين المجون تحج صوبها ، في تحدي سافر لأحفاد أجيالٍ ضحُّوا بالغالي النفيس ليكون مستقبل المغرب منار حشمة ووقار ومقام شرف معزَّز بحياة لها في الخير العميم على مرور الأزمنة والحِقَبِ ما يصونها .
... كثرت المفاسد وعمَّت ميادين لا أحد قادر على حصرها ، لذا أصبح من الضروري خلق حقيبة على رأسها وزير مُكلَّف بتنظيم مثل الويلات الدخيلة على المغرب الشريف حتى لا يطغى فساد على فساد ويتوقَّف ريحها ، وبخاصة تمتُّع الدعارة بكل حقوق الممارسة المكشوفة شريطة أداء الضريبة المطلوبة في حينها ، دون مماطلة أو تأخير أو خلق مبررات للتهرُّب من تقديمها ، علما أنها ستُخصَّص بعد تحصيلها ، لتشييد مؤسسة خاصة بتعلُّم الدعارة على أصولها ، كما كان الأمر إبَّان الجاهلية قبل ظهور الإسلام ليعلن القضاء المبرم عليها ، بحلول ساهمت لتنقية المجتمع الإسلامي من شرورها ، ولا حول ولا قوةَ إلاَّ بالله العلي العظيم الحي القيوم ذي الجلال والإكرام المتمكِّن القادر على تنظيف المغرب من أوساخ هذه المرحلة واستئصال المسؤولين عنها .