د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):
قطعة سكن في وطن منشود !!
الوطنُ كلمةٌ جامِعة لمجتمعٍ ما ، أشترك معه في صفات معينة ، وأهمها الانتماء إليه ومقيمُ فيه ، ومعه ، وفي مساحة ، وبحدود معينة على هذا الكون العظيم ، وقطعة أرض للسكن هي مساحة مُحددة في هذا الوطن الكبير الضيق بالشعب الفقير لإقامة عش جديد لفحولنا الجديدة وأنثاهُ الوديعة فلم يجد مساحة لولده الكبير فأصبح القوي بالنظام الحالم الآتي من بعيد يحرمه العيش معه باحترام في تربةِ وطنٍ مطلبُنا في الحلمِ الجديد وطن المحبة والعدل ، والسلام كما يَدَّعون لنا بالكَّلام ؛ كأنه مُستعمِرٌ جديد بزيه الكاكي البديع مختال فخور بنفسه ، ومتأبط بآلي مصنوع من حديد ، يحق له أن يفعلُ ما يُريد في حينا القديم ، ومشروع أرضنا الجديد ناهباً ما قد يراه لصديقٍ قريب أو عامل في مصنع بعيد أو حارساً في الحد الجنوبي البعيد أو"عضو تعليمي ضعيف في جامعةِ عدن ومثل غيرها الكثير" فهو يسعى باكراً باحثاً عن موقع فريد باسِطاً يدهُ عليها إن حكومي أو مخطط لفرد بسيط لأنه يعلم متيقنً بان لديه القوة ، والحديد ، وغيره لا يحمل إلا الحبر السائل البليد ، وورقة صفراء من دفتر طفلهُ القديم فما عسا أن يُكيد فليس لدية سلطة أو أحداً يسمعهُ فيجيب ، وهكذا تعنت فأصبح يحمي من يُريد ، وكل شيء بأجره سيارة ، وطقم ، ورهط من عسكر أو يزيد ، والكل هنا مدجج بسلاح كان لسلطة أو سلطان قريب في العهد الجديد .
هكذا نصَّبحُ فرجةً للناسِ ، والحاكمُ المُتردد الجديد ؛ فما بال هذا مقاوم هل تناول وجبة بيض ، وكأس من حليب لتكسبه قوةٌ من حديد ؛ أم صار هكذا مدافِعاً ليبرز عضلاته من قميص اشتراه من قارعة الطريق مضغوط ليظهر الوريد .
صدق قول الشاعر تباً لشعب أحييته من سباتٍ قريب ليقول قف هذا حقي ماذا أنته تريد !! فيصبح سوراً مانعاً لحقه المنهوب من شخص قريب كان أم بعيد ـ أم أصبح الأمر مسلياً كغيره عند قراءته في صحيفةٍ كأنه حدث مضحك عند شعب بعيد ـ فينام ، وينسى حلمة لِيَظْهر في صباحِ يوم غد شيء آخر جديد فتصبح حياتنا مسرحاً به المسلي ، والحزين ، وقد نقهقهُ ساعة لطربٍ سعيد ، وهكذا أصبحنا شعباً يوصفُ بالشعر ، والأدب ، والمغنى الفريد ، ولهم كل شيء غالياً من أرض ، وذهبٌ ، وكل شيء فريد ، وبستان به شجر من نوع فريد يسقى بماء أرضنا ، ونحن نفلح في حقله كشعب الحديدة الفقير طريداً نهبوا له أرضه ، وعملوا منه فلاح فقير يحرسُ بستانُ سُلطانَنا ، وخلقوا له نعتً فأنته الحارس الأمين فيضحك فرحاً من هكذا وضعاً فيجْلدُ الأصغر من دونه لِيُعَّلم سيده بأنني أصبحت سجان عظيم فامنحني بركاتك وأعطني بعض من سلطانِك العظيم لأجعل الكل عبيداً تحت أقدامك النبيل بثيابٍ مُمزقة وشعرٌ أصفرٌ ذليل من فقرة تساقط فأصبح بعد كثافته هزيل لا يُسرح ألبته لأن ليس له مرآة أو مشط ٌ جميل فيكتفي بتسريحِ شعرهُ بإبهامهِ ، وأصابع يدهُ الأربعةُ اليمين كأنها مشطٌ قديم ، وزيتُ شعرٌ من زيت موتورٌ قديم فيحاسبه الحارس الأمين أن رأى لمعان زيت شعر تحت شمس الظهيرة الحار المضيء فيصيح مولولاً يا ويلتا أسرقت من زيت عمي الكريم ما أقول يومها إن وقفت على الصراط المستقيم إني أضعت الأمانة في غيابِ سيدي الرحيم ، وادخل نار جهنم بذنبك العظيم فيظهر الفلاح خوفاً فيحلق ما تبقى من الشَّعر الهزيل ليرضي سيد الحارس الأمين فيصبح الرأس كأرض جرداء لا تنبت شيء بديل فهكذا امن الحارس بأنه لم يسرق من زيت سيدة الأمين .
ولم يسلم الفلاح الفقير بعد أن حلق شعرة الكثيف فأصبح سيده باسمه يطلب العون الكثير من مجتمع أوربي أو أمريكي زنديق أثيم يعلم خفايا سيداً لأنه صنيعته من زمن طويل فيطلب أين المدارس أين التعليم البديع أين الخير الكثير لفلاحي الفقير فيفرش قطعة قماش من ثوب بالي رخيص ليصنع دوراً في مسرح خشبي قديم فتتهاوى العطايا من ريالات أبو صرف عظيم أو دولارات ودراهم ويورو من الصنف الجديد حينها يقول هذا لي لان عندي أولاد كثير والباقي لبيت مال الشعب الفقير ومنه يطلب أتعابه لجهده الكبير فيعطي الفلاح خيمة وحبل ووتداً عظيم ليصنع له منها بيتاً في مجرى سيلاً غزير فيصيح سيدة مرة أخرى غرق بيت فلاحي الفقير ؛ ماذا تريد غذاء أم مال وفير قال دولارات لأشتري به خيراً كثير فيشتري غذاء فاسداً فيمرض فلاحه الفقير فيصيح مولولاً أصاب فلاحي إسهالاً وحمى شديد ؛ وهكذا يصبح الفلاح سلعة يُتاجرُ به في كل محفل كبير وأصبح لا يملك في تربة الوطن غير مساحة خيمة مؤقتً واقعة في مجرى سيل عرم كبير ليعود بعدها إلى موطنه المشرد منه من زمن بعيد باحثاً عن عُشهٌ فلم يجدها فقد هرمها شمس الزمن الطويل فتناثرت بفعل ريح شديد وأصبحت بلا أثر ولم يجدها حتى تحت رمل كثيب ، ولكن فقد يجد بعض من عودها أصالح للعمل ولكن أين يقيم عشه المتواضع الفقير بعد أن أصبح للأرض سيد آخر جديد ؛ فأصبح الأمر واقعا تماماً هكذا في ارض جنوبنا الحلم الجديد .
إذاً لا تفرط في ضربة سيف قد تفيدك في لحظة فارقة من تحديات سياسية بعناوين كثيرة فما بالنا بالجمع الكبير ؛ لذا يجب الحفاظ عليها ، وتماسكها بصدور بيان واضح في قضية محورية قد يسببُ التسويف في عدمِ حلها بعزلةٍ متزايدة تقلل من تماسك القاعدة الشعبية العريضة ، وتشكك من الرؤى المطروحة لشكل المستقبل السياسي للوطن المنشود .
الحالة القانونية بالإضافة إلى الحملة الإعلامية المُطالِبة بمنع الاعتداءات على حقوق مكتسبة لأعضاء الهيئة التعليمية لجامعة عدن وما حولها يجب أن تأخذ اهتمامات القيادة ودافع للخروج من حالة الصمت بكلمة فارس يُذهِبُ الجدل العقيم ويزيل صواعق هذه القنابل حتى لا تسبب في فرز مجتمعي جديد يؤدي إلى الإقصاء والتهميش لمطالب هذه الفئة المجتمعية "الكادر الجامعي" التي تركن إليها الدولة المنشودة لإدارة مؤسساتها بدلا من النزاع الطويل لضياع حق أكيد لا يخدم التوافق ويصل إلى مداخل ضيقة تلفت الانتباه لمقولة " ما أشبة الليلة بالبارحة".
المواقف الواضحة للقيادة السياسية هي التي تحقق وضع مجتمعي إيجابي ؛ لذا يجب مغادرة مربع المواقف الضبابية لأنها تسببُ العمى مع طول خطوات الطريق خصوصاً مع ملفات ساخنة من وجهة نظر الكادر التعليمي الجامعي .