نجمي عبدالمجيد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الهوية الثقافية للجنوب العربي
تشهد المرجعيات الثقافية الصادرة قبل عام 1967م على هوية الجنوب العربي الثقافية وقد اكدت البعوث والدراسات التي تجري في الحاضر على هذه الوثائق ان للجنوب العربي هوية ثقافية متميزة وهذا ما نجده في صفحات الصحف والمجالات والكتب التي صدرت في عهود سابقة حيت شكلت بصمات التاريخ الجنوبي في الثقافة وقد لعبت الكتابات السياسية في الصحف التالية مثل فتاه الجزيرة والقلم العدني والأيام والشباب وفتاة شمسان على نوعية الخصائص المتميزة للثقافة الجنوبية حيت ارتبطت المساحة الجغرافيا لأرض الجنوب بالوعي الثقافي الذي شكل نوعية الاتجاه للمسار لشعبنا .
وقد لعبت الاغنية الجنوبية والقصيدة والقصة القصيرة والمسرحية والفنون الشعبية المختلفة وبعد الدراسات التاريخية والسياسية في وضع اسم الجنوب العربي على خارطة الثقافة العربية ولم ثقف المسالة عند حدود الكتابة عن الذات بل وضحت الا أي مدى يمكن لهذا الجانب الثقافي لصنع القرار السياسي .
واليوم عندما نعود الى هذه المرجعيات نكتشف كم فقد الجنوب من معالم الهوية بفقدان هذا التاريخ وفي هذه المرحلة التي يمر بها الجنوب تصبح قضية استدعاء هذا التاريخ حثميا لابد منها لأنه التاريخ والسياسة على ارتباط وثيق في تغير العقليات التي تشبعت باليمننه ولم تدرك ان هناك تاريخ للجنوب العربي وبالذات للأجيال الجديدة من أبناء الجنوب العربي الذين غابت عن ذاكراتهم صور اعلام ومعالم ومؤلفات نحن بحاجة الى عودتها في خضم هذا الصراع ،فالمعركة ليست مجرد مطالبه بحقوق نهبت بل هي بعودة قوة الهوية الجنوبية كالقلعة والحصينة وتدافع عن الكيان والوجود .
وقد اجتهدت عددت أقلام جنوبية لاستعادة هذا التاريخ المجيد وصدرت عددت مؤلفات ونشرت عددت مقالات صحفية عادت شكل الصورة السابقة في حنين الحاضر وهذا ما جعل من العقليات الثقافية الجنوبية وبالذات جيل الشباب يبحتون عن هذا التاريخ ويشكلون منه صور عدة عبر الفلم الوثائقي وتجميع الصور وإقامة الندوات والمساهمة مع المنظمات الدولية في ابراز هذا التاريخ وقد احتلت عدن المكانة الاولة بحكم موقعها التاريخي كا عاصمة للجنوب التاريخية .
حيث تعرضت المعالم التاريخية مند عام 1994م للهدم والتخريب وسرقة العديد من الوثائق كما حدث مع تلفزيون عدن وأداعه عدن ووثائق المجلس التشريعي العدني ومركز الدراسات البحوث في قصر السلطان في عدن والتحف التي سرقت من المتاحف الجنوبية والاثار التي نهبت والمخطوطات وتزوير الكثير من الحقائق بغرض فرض اليمننة على الذات الجنوبية ، لكن هذا لن يستمر طويلا ففي عام 2007م وبظهور الحراك الجنوبي كا قوة سياسية بدأت مراحل التساؤل عن التاريخ والهوية الجنوبية والبحت عن المصادر والاعلام وماذا كتبت الأقلام حيث اعيد نشر الكثير من المعلومات الهامة التي غيبت لسنوات عديدة عن الذاكرة الجنوبية مما شكل رافدا في صنع الاتجاه السياسي في الحراك الجنوبي .
واليوم نرى اقبال الجماهير على قراءة كتب التاريخ المتصلة بالجنوب العربي والاعلام في مختلف المجالات الذين كان لهم دور الريادة في نهضة الجنوب هذه العودة هي النصر الأكبر في معركة استعادة الهوية لأنه في السياسة نظرية تقول قبل العودة الى الأرض يجب العودة الى الهوية ، وهذا يعزز العلاقة بين الانتماء والتاريخ .
ونحن اليوم عندما نتحدث عن الهوية الثقافية الجنوبية ندرك ما قدرتها على إدارة المعركة السياسية فصراع الهوية هو من اقوى واشرس الحروب السياسية فنحن نشهد في العالم أمم تطالب بهويتها الثقافية كالجزء من حضورها في التاريخ ولنا في اغانينا المحلية دليل على الطابع الجنوبي في الكلمة واللحن والأداء ومن يدرس تاريخ الفنون في العالم يدرك انها صاحبت رسالة هامه وخطيرة في تعزيز الوعي عند الجماهير، فقد يكون لأغنية اثرها السياسي على الراي العام اكثر من عدت خطابات سياسية وهذا يدل على الارتباط بين المشاعر والهدف ، اما في عالم الادب فقد لعبت القصة القصيرة في الجنوب دورها المؤثر ثقافيا وفكريا الذي تعمق في تركيبة النفسية الجنوبية .
ان هذا التاريخ الثقافي يجب ان يعود لواجهة المشهد السياسي الجنوبي كي تدرك العامة ان الهوية الثقافية الجنوبية قد أسهمت مند عقود طويلة في الارتقاء الإبداعي للمواطن وكانت من العوامل التي عملت على تعزيز الهوية الأساسية في مختلف المراحل .