نجمي عبدالمجيد يكتب لـ(اليوم الثامن):
إيران هل تعيد ترتيب اوراقها في الخليج العربي
الهدنة في اليمن. الاتفاق الإيراني السعودي وربما تكون هناك ارواق أخرى سوف يتم الكشف عنها للفترات القادمة.
اننا نتسأل هل ادركت ايران ان حروبها المتشردة في اكثر من مكان لم تعد بقادرة على بسط الخارطة المذهبية وفرضها كأمر واقع.
حسابات السياسة ليست كلها قائمة على الشحن النفسي والانفعالات الذاتية وكما يملك الأطراف الأول رؤية وقراءات كذلك يملك الطرف المغاير حسابات وقراءات على من يتعامل مع السياسة ان لا يغفلها.
لقد أدركت إيران انه الخطر في الأوضاع الداخلية لها ورفع درجات التوتر في الخليج العربي وارتفاع حدة التحديات بين القوة الدولية لن يعطي لها مساحات أوسع في التحرك لأنها ليست الانفراد المطلق في إدارة هذه الأوراق.
اما اذا نظرنا لسعودية وهي الدولة الأقوى والاكبر في الجزيرة العرب تدرك ان الصدام مع ايران لن يقود المنطقة الا لمواجهات تدميرية تسقط نتائجها على القوة الاقتصادية لدول الخليج وكذلك الاقتصاد العالمي.
ومن هنا نجد في السياسة عندما تصل الأمور الى حالات الصدام العنيف والذي يدخل الجميع في خسائر رهيبة، يأتي الحوار السياسي بدلا عن السلاح القتالي.
اما القوى الدولية والمختلفة في أهدافها نحو منطقة الخليج العربي تدرك مدى خطورة الصدام الإيراني السعودي ان حدث ولذلك هيا تسعى لوضع أمور الصراع على اكثر من محور الأول انا لا تتحرك ايران بمزيد من الفوضى السياسية في المنطقة تانيا الحرب في اليمن ودعم ايران لمليشيات الحوثة وتهديدهم المباشر للسعودية بعدها القضية الجنوبية وموقع الجنوب العسكري على منافد بحر العرب وباب المندب والجزر الجنوبية التي تعد بالنسبة للقوى الدولية قواعد عسكرية وحسابات الثروة الجنوبية التي ما زالت داخلة في أوراق القوى العالمية للمتعددة الأطراف والاهداف كل هذا يجعل الاتفاق السعودي الإيراني على المحك .
فهذا التقارب بين السعودية وروسيا والصين يحمل رسالة الى الغرب بانا مواقع النفوذ التاريخي لي واربا وامريكا لم تعد كما كان في السابق والصين وروسيا الكل يدرك انه لهما مصالح اقتصادية وعسكرية مع إيران.
نحن امام مرحلة كسر الحصار التقليدي التاريخي لمنطقة الخليج وصناعة توازنات جديدة في المنطقة تعيد ترتيب الأمور وهذا يذكرنا بما أقدم عليه جمال عبد الناصر منذ سنوات عديدة عندما كسر حصار السلاح الغربي على الشرق الأوسط وذهب الى المعسكر الاشتراكي للحصول على السلاح والدعم المعنوي.
غير ان دول وبالذات أمريكا هل تترك مثل هذه الأمور التي سوف تنقلها من حليف الصف الأول الى حليف من الصف الثاني وهو ما يعني هز لهيبتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
في صناعة توازن الاحلاف ليست من السهل ضبط المقاسات عند حدود معينة فا دولة متل أمريكا لا يمكن لها ان تترك مصالحها ونفوذها الحضارية ، كل هذا يذهب لدول مثل روسيا والصين و الصراع الايدولوجي السابق الذي يعد اليوم برؤية مختلفة يسعى لجعل الاقتصاد في المرتبة الأولى اننا نتسأل هل يمنكن للغرب وامريكا بالذات ترك الاتفاق الإيراني السعودي يعمل على تسوية الأرضية التي ضلت لسنوات بينهما متصدعة الا تسعى أمريكا ان وجدت في هذا الاتفاق ما يحد من مصالحها ، هل يمكن ان تذهب أمريكا وهي صاحبت التاريخ الطويل في إدارة الازمات والحروب ، الى استخدام اساليبها في احداث هزات وتصادمات تجعل من هذه الاتفاقية حالة ارباك للمواقف السياسية ، وهذا يعني كسر حاله الاستقرار التي تطمح اليها منطقة الخليج العربي ، وقد شهدت هذه المنطقة منذ سنوات عدية حروب وصراعات جعلت من حقول النفط والغاز مرامي مستهدفة قابلة لتفجير في أي وقت ..
ان هذا الاتفاق يضع منطقة الخليج العربي اما اكثر من قراءة لذلك المشهد السياسي الذي مازالت معالمة تحت الرمال المتحرك فا كل طرف دون شك يمتلك الحذر السياسي من الاخر فا أوراق الصدامات لا تسقط بجلسة مباحثات ، لان المسالة ليست الهدنة والانسحاب من عمق الزجاجة ولكن صناعة نفوذ وهيمنة ان عجز فيها السلاح عن فرضها ربما تأتي عبر حوارات ولقاءات تجعل من الأوراق في داخل غرفة الاجتماع بينما في الخارج تضل القوات العسكرية في حالة استعداد قتالي عالي .
نجمي عبدالمجيد