ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):

مسعود بزشكيان.. هل هو حل أم مشكلة؟

شهدت إيران مؤخرًا انتخابات رئاسية وبرلمانية أثارت جدلًا واسعًا داخل البلاد وخارجها. وقد وصف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هذه الانتخابات بأنها "مسرحية" لا تعبر عن إرادة الشعب الإيراني. في هذا السياق، يأتي انتخاب مسعود بزشكيان كأحد الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الإيراني، ليضيف مزيدًا من التعقيد إلى الوضع الراهن.

الانتخابات الإيرانية: مسرحية بلا جمهور

تعتبر الانتخابات في إيران عملية شكلية تهدف إلى إضفاء شرعية على النظام الحاكم، دون أن تعكس إرادة الشعب الحقيقية. وقد شهدت الانتخابات الأخيرة تدنيًا كبيرًا في نسبة المشاركة، حيث قاطعها الكثير من الإيرانيين احتجاجًا على النظام. هذا التدني في المشاركة يعكس حالة من اليأس والإحباط بين المواطنين الذين يرون أن الانتخابات لن تغير شيئًا في واقعهم المعيشي والسياسي.

تداعيات انتخاب بزشكيان

  1. تعزيز القبضة الأمنية: من المتوقع أن يؤدي انتخاب بزشكيان إلى تعزيز القبضة الأمنية للنظام، حيث يُعرف بتوجهاته المتشددة ودعمه للإجراءات القمعية ضد المعارضين. هذا قد يؤدي إلى زيادة في عدد الاعتقالات والملاحقات الأمنية ضد الناشطين السياسيين وحقوق الإنسان.
  2. استمرار السياسات الاقتصادية الفاشلة: بزشكيان ليس لديه رؤية اقتصادية واضحة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية. استمرار السياسات الاقتصادية الفاشلة سيزيد من معاناة الشعب الإيراني، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة على البلاد.
  3. تفاقم الأزمة الاجتماعية: السياسات القمعية والاقتصادية الفاشلة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية في إيران. البطالة، الفقر، والتضخم ستزيد من حدة الاحتجاجات الشعبية، مما يضع النظام في مواجهة مباشرة مع الشعب.
  4. زيادة العزلة الدولية: انتخاب بزشكيان، المعروف بتوجهاته المتشددة، قد يؤدي إلى زيادة العزلة الدولية لإيران. الدول الغربية قد تتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه النظام الإيراني، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية عليه.

ردود فعل المعارضة

المعارضة الإيرانية، وعلى رأسها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رفضت نتائج الانتخابات واعتبرتها غير شرعية. مريم رجوي، أكدت أن هذه الانتخابات لا تعبر عن إرادة الشعب الإيراني. المعارضة ترى أن الحل الوحيد للأزمة الإيرانية هو إسقاط نظام الملالي وإقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويفصل بين الدين والدولة.

السيناريوهات المستقبلية

  1. تصاعد الاحتجاجات الشعبية: من المتوقع أن تشهد إيران تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية ضد النظام. الشعب الإيراني، الذي يعاني من الفقر والبطالة والقمع، قد يجد في الاحتجاجات وسيلة للتعبير عن غضبه والمطالبة بالتغيير.
  2. تدخل دولي متزايد: الدول الغربية قد تتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه النظام الإيراني، خاصة في ظل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وتطوير البرنامج النووي. هذا قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة وزيادة الضغوط الاقتصادية على النظام.
  3. انقسامات داخل النظام: انتخاب بزشكيان قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل النظام نفسه. بعض الفصائل قد ترى في سياساته المتشددة تهديدًا لاستقرار البلاد، مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية.
  4. احتمالات التغيير: رغم التحديات الكبيرة، يبقى هناك أمل في التغيير. المعارضة الإيرانية تعمل على توحيد صفوفها وتقديم بديل ديمقراطي للنظام. الشعب الإيراني، الذي أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة القمع، قد يكون قادرًا على تحقيق التغيير الذي يطمح إليه.

خاتمة

الانتخابات الأخيرة في إيران وانتخاب مسعود بزشكيان يعكسان حالة من الجمود السياسي والاقتصادي في البلاد. النظام الإيراني، الذي يعتمد على القمع والسياسات الفاشلة، يواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج. الشعب الإيراني، الذي يعاني من الأزمات المتعددة، يطمح إلى التغيير والحرية. المعارضة الإيرانية، رغم التحديات، تواصل نضالها من أجل تحقيق هذا التغيير. في النهاية، يبقى مستقبل إيران معلقًا بين إرادة الشعب وقدرة النظام على الصمود.