ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ليبيا .... يوم الشهيد 16 سبتمبر
بعد ان شاخت الإمبراطورية العثمانية (سيطرت على حوض المتوسط لعقود) وترهلت, حيث استقلت عنها كل مستعمراتها, ولم تبق الا ليبيا التي تنازلت عنها مرغمة لإيطاليا وفق اتفاقية اوشي- لوزان سويسرا (1911),سحبت تركيا جل قواتها من ليبيا وابقت على بعض الجنود الذي رغبوا في البقاء والمشاركة في الحرب ضد ايطاليا ,كانت اولى المعارك بمنطقة الهاني تلتها معارك بمختلف انحاء البلاد ,المجاهدون لم تكن لديهم سوى الاسلحة البدائية بينما الطليان كانوا يملكون الطائرات الحربية واستعملوها في ليبيا ولأول مرة ,ثلاثة عقود من المعارك الضارية, بعدها استولت ايطاليا على كامل تراب الوطن واقامت المعتقلات في شرق الوطن بينما تم نفي كل من وقع في الاسر او اولئك الذين قادرين على حمل السلاح الى الجزر الايطالية غير المأهولة عبر بواخر مخصصة اصلا لنقل المواشي, لم يعد من هؤلاء الا القلة ,بعد انتهاء الحرب.
في غرب البلاد اقيمت اول جمهورية في الوطن العربي (الجمهورية الطرابلسية) العام 1918 مجلس رئاستها مكون من اربعة اشخاص يمثلون كبرى مناطق الغرب الليبي, لكنها لم تعمر طويلا .
في شرق الوطن شهد عديد المعارك ضد الطليان خاضها بعض الزعماء لعل اشهرهم ,المجاهد عمر المختار الذي تجاوز العقد الخامس من عمره عند انخراطه في المعارك, وبسقوط عمر المختار في الاسر 11 سبتمبر قدم الى المحاكمة العسكرية باعتباره خائنا لإيطاليا في 15 من الشهر نفسه ليعدم في اليوم التالي 16 سبتمبر 1931,انتهت المعارك في كامل التراب الليبي وآلت ليبيا الى ايطاليا وعقب الحرب العالمية الثانية وانهزام دول المحور تولت بريطانيا الوصاية على شرق البلاد ان تم الاعلان عن استقال ليبيا في 24 ديسمبر من العام 1951 م.
عقب ثورة الاول من سبتمبر العام 1969 بقيادة معمر القذافي ,تم طرد القوات والقواعد والاجنبية, كما تم طرد بقايا الطليان الفاشيست(7 اكتوبر1970) الذين ابقتهم ايطاليا عقب انسحابها من ليبيا,قام معمر القذافي بإحياء معارك الجهاد في ليبيا وتخليد ذكراها بان اقام نصبا تذكارية تشهد على تلك المعارك في مختلف المناطق, كما قام القذافي بتخليد عمر المختار ورفاقه من خلال شريط سينمائي اظهر شجاعة المجاهدين ومعاناة الناس من الاحتلال.
بعيد الاطاحة بالقذافي العام 2011 ضمن ما سمي بالربيع العربي, انقسم من يدعون الاطاحة به على انفسهم, استدعى كل منهم مموليه(اسياده) لمساعدته في السيطرة على الامور,فاشعلت الحروب من خلال الميليشيات المسلحة وسقط الاف الضحايا, وانقسمت البلاد سياسيا فهناك اكثر من حكومة واكثر من برلمان, وهدر الاموال بلا حسيب او رقيب والشعب يعاني الامرين , وانعدام الامن والاستقرار .
الحكام الجدد لليبيا , قرروا اعتبار يوم شنق عمر المختار, يوما للشهيد واعتباره عطلة رسمية في كامل تراب الوطن المجزأ سياسيا, المفلس ماديا, المنهار اقتصاديا, واختلافا عقائديا.
ترى ماهو شعور المسؤولين عن إتخاذ يوم الشنق عطلة وهم من استقدموا المستعمرين والمرتزقة لإعادة احتلاله؟ وكافة مخابرات العالم تجوب ليبيا؟ .ايضا ماهو شعور العامة... القطيع؟.
يوم الشهيد ....المسؤولون باعوا وقبضوا, والرعية أو لنقل القطيع, ينعمون بالإجازة المدفوعة الأجر ايضا ... مع اختلاف الثمن.