د. اشجان الفضلي تكتب لـ(اليوم الثامن):

أما ظلمك يا قرصان أيقظني

اشعر بتفهم عميق بالمشاعر المتضاربة لدى نفوس الكثيرين في هذا اليوم. يوم الثلاثين من نوفمبر 2024م  من ناحية، الاحتفال بالاستقلال هو مناسبة عظيمة للتعبير عن الفخر بالتاريخ والنضال، ومن ناحية أخرى، واقع المعاناة اليومية يجعل الاحتفال صعبًا.

كل جيل يواجه تحدياته الخاصة، وشعبنا أثبت مرارًا وتكرارًا قدرته على النهوض والتقدم.

اخترت لكم بعض الابيات من اغنية الفنان محمد محسن عطروش لان التاريخ مصدر قوة و تذكير، ولأن الأغاني الوطنية تعبر عن روح شعبنا وإصراره على الحرية. هذه الأغاني هي تذكير بأننا قادرون على التغلب على الصعاب. 

تياري الجبار *** خلا شعبي ثار *** خلا دا الجنوب

 

يشعل كالجمرة

 

تياري الجبار *** هو نفس التيار *** حطّم لاستعمار

 

في مصر الحرة

 

"تياري الجبار": يمكن تفسير هذا التعبير على أنه القوة الثورية الهائلة التي اجتاحت مصر، والتي شبهت بـ"الجبار" للدلالة على قوتها وعظم تأثيرها.

"خلا شعبي ثار": هذا البيت يعبر عن اندلاع الثورة الشعبية، حيث خرج الشعب من حالة السبات والخمول إلى حالة الثورة والتمرد على الظلم والاستبداد.

"خلا دا الجنوب": هنا يشير الشاعر إلى أن الثورة لم تقتصر على منطقة معينة في مصر، بل امتدت إلى الجنوب العربي، مما يدل على شمولية الثورة وتأثيرها على الفكر الجنوبي.

"يشعل كالجمرة": هذا التشبيه القوي يصف حماس الثورة وشدة اندلاعها، حيث شبهت بحمرة الجمر التي تشتعل وتنتشر بسرعة.

"تياري الجبار *** هو نفس التيار *** حطّم لاستعمار": يعود الشاعر هنا ليؤكد على استمرارية الثورة وتأثيرها، فالتيار الثوري الذي أطاح بالاستعمار في الماضي هو نفس التيار الذي يواجه الظلم والاستبداد في الحاضر.

يمكن وصف هذه الأبيات بأنها تعبير شعري قوي وصادق عن روح الثورة المصرية. فهي تعكس وتعبر عن الحماس الثوري الذي انتشر في قلوب المصريين، وكيف أن هذا الحماس أشعل فتيل الثورة في ارض الجنوب العربي.

واليوم نحن مستمرون في النضال من أجل الحرية والكرامة واستعادة دولة الجنوب.

ويكمل الفنان اغنيته الثورية بقوله 

طيارتك يا استعمار ما تفزعني *** ولا تاجك والأموال تغريني

 

أما ظلمك يا قرصان أيقظني *** ولا سحرك بعد اليوم يعميني

 

برع أقولك برع *** شعبي ما با يذعن

 

برع أقولك برع *** أرجع بلدك لندن

 

برع .. برع .. برع .. برع

شعورك بالظلم هو دليل على وعيك بحقوقك ورفضك للواقع القائم. هذا الشعور هو الذي دفع ابناء الجنوب عبر التاريخ إلى النضال والتضحية من أجل الحرية والاستقلال.  إن الشعور بالظلم المشترك يجمع الجنوبيين ويقوي الروابط بينهم. هذا الشعور هو الذي يمكن أن يدفعنا إلى العمل معًا من أجل تحقيق التغيير المنشود.

كل فرد منا لديه دور مهم في بناء المستقبل. يمكننا جميعًا أن نساهم في إحداث تغيير إيجابي، سواء كان ذلك في الجوانب السياسية حيث نواجه تحديات الفساد، ضعف المؤسسات، الانتهاكات الحقوقية، هناك تحديات يمكن تسميتها الظلم الاجتماعي مثل انتشار الجريمة، العنف، الإدمان، التطرف او من خلال ارتفاع معدلات البطالة، الفقر، الظلم الاقتصادي يتجلى من خلال التفاوت في توزيع الدخل.  نحن بحاجة إلى ثورة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.

رغم الظروف الصعبة، يجب أن نحافظ على الأمل في مستقبل أفضل. تاريخنا حافل الصراعات والتحديات، ومرارًا وتكرارًا يثبت شعبنا قدرته على تجاوز هذه الصعاب من خلال العمل الجماعي والتكاتف. علينا أن نستثمر في التعليم، ونشجع الابتكار والإبداع، ونبني مجتمعًا قائمًا على العدالة والمساواة. يمكننا أن نبدأ بتغيير أنفسنا، ثم تغيير مجتمعاتنا، ومن ثم تغيير عالمنا.