ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

المنقوش الدبيبة... الظهور ودلالة التوقيت

أول امرأة ليبية تتولى هذا المنصب والتي جاءت نتيجة المحاصصة الجهوية المقيتة, وزيرة خارجيتنا, عرف عنها بانها كثيرة الترحال حتى قيل عنها ان بقاءها خارج ليبيا اكثر مما داخل الوطن ,ربما السبب هو للتعريف بالأزمة الليبية المستفحلة ومحاولتها ايجاد حلول لها من قبل الدول المتدخلة في شؤوننا.

يبدو ان مكوثها الطويل غير المنتظر من قبلها, خارج الشأن السياسي والبهرجة الاعلامية, هو الذي دعاها للظهور الاعلامي لتقول لنا  بانها وقعت ضحية, في شان هام جدا ,لم تتوقع ردة الجماهير الغاضبة بالخصوص ,فما كان من رئيس الحكومة الا ان طلب منها وفق قولها المغادرة ريثما تهدأ الامور,لا باس لكن فترة الاحتجاب طالت, ومنصبها ربما لم يسحب منها ومن يشغره الان مؤقت.

لا اعلم كيف يفكر الساسة عندنا, هل يعقل ان تقبل بمقابلة وزير العدو ان لم تكن مقتنعة بذلك؟ نعم السياسة فن الممكن لكنها ليست فن المستحيل, خاصة في امر جد حرج يشد اليه جموع الشعب عقائديا وتعتبر قضيته الاولى ويستضيف الاف الفلسطينيين المهجرين عن وطنهم لعقود.

انحت باللائمة على السيد الدبيبة وبانه من ساهم في ترتيب اللقاء وبإشراف منه وان الهدف كان بشان ثروات البحر المتوسط ومدى الاستفادة منها مع بقية الدول المطلة عليه ومنها الكيان المغتصب لفلسطين.

اذكر ان السيد النائب العام في حينها شكل لجنة تقصي الحقائق بالخصوص والتي مر عليها اكثر من عام .ترى الى ماذا توصلت اللجنة؟ لم يظهر شيئا الى العلن, المؤكد ان السيد الدبيبة اراد ان يلملم الموضوع كي يصبح مع مرور الوقت في طي النسيان, ربما نسي الجمهور المنقوش لابتعادها عن الاعلام, لكن افعال الدبيبة بشان الاوضاع الاقتصادية والامنية اثرت كثيرا في معيشته ويتمنى الجمهور رحيله في اقرب الاوقات ,فالرجل متشبث بالسلطة بكل ما يملك من قوة مالية(الصريرات) والتي بواسطتها استطاع شراء ذمم بعض الميليشياويين ليبقى في السلطة.

 حديثها يجب ان يأخذه النائب العام على محمل الجد, ويباشر بالتحقيق مع كل من ساهم في اللقاء خاصة وان السيدة المنقوش ابدت استعدادها للمثول امام النائب العام والادلاء بما تملك من معلومات, هناك العديد من المواضيع تم ركنها والتغاضي عنها من قبل النائب العام وهو في نظري محل شك وريبة, ان لم تخرج نتائج التحقيقات الى العلن لأنها اخذت الوقت الكافي للتدقيق والتمحيص.

هناك سؤال مطروح, لماذا خرجت المنقوش في هذا الوقت؟ هل لتثبت لنا ان العرب جلهم قد قاموا بالتطبيع ولم يبق الا القليل ومنهم ليبيا, فلماذا لم نكن السباقين؟ ام ان هناك بوادر فعلية من قبل صناع القرار او بالأحرى من المتدخلين بالشأن الليبي لإزاحة الدبيبة؟ وانه ادى دوره كما ادت المنقوش الدور وان تظاهرت بانها كانت تغفل ردود فعل الشارع, فان ساستنا في ليبيا اشبه بالدمى يحركها الاخرون, اوعز الدبيبة الى وزير داخليته بضرورة ضبط الامن في العاصمة وتسيير الدوريات بها, الثلاث سنوات التي عوّل كثيرا على بقائه في الحكم شارفت على الانتهاء, لقد ان الرحيل وان يكن مُرا ولكن باي حال من الاحوال ليس بالمرارة التي يعيشها الشعب.

ستبقى فلسطين بوصلة الليبيين مهما تعاظمت خيانة المتحكمين فيهم, لقد شارك العديد من الليبيين في حرب 48 ولن يرضوا بان تذهب دمائهم هدرا او ان يتم الغدر بالشهداء من قبل المتسلطين, الساعين الى خيانة المبادئ والقيم العربية .