عبد الرحمن النقبي يكتب:
الإمارات في يوم النخوة.. نموذج عالمي للتسامح والعطاء الإنساني
في السابع عشر من يناير/كانون الثاني 2022، تعرضت دولة الإمارات لاعتداء إرهابي استهدف مناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي، نفذته جماعة الحوثي باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.
الهجوم أسفر عن سقوط ثلاثة أبرياء وإصابة ستة آخرين، في محاولة للنيل من استقرار الدولة ومنظومتها القيمية التي تمثل نموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش.
ورغم شناعة الهجوم، أظهرت دولة الإمارات جهوزيتها العالية في التعامل مع التحديات، فاستجابت القوات المسلحة وهيئات الطوارئ بسرعة وفاعلية، ما أحبط أهداف الإرهابيين في زعزعة الأمن.
وأثبتت دولة الإمارات أن استقرارها ومنظومتها القيمية ليست مجرد شعارات، بل حقائق راسخة صمدت في وجه الإرهاب وأفشلت المخططات الهدامة.
وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عبر منصة "إكس":
"السابع عشر من يناير يوم نستذكر فيه النخوة وتماسك شعب الإمارات وتضامنه، ونخلّد هذه القيم نبراساً للأجيال القادمة ومصدراً لإلهامها في العطاء والتفاني والتضحية، حتى تظل دولة الإمارات على الدوام رمزاً للخير والبناء من أجل شعبها والبشرية".
الإنسانية كركيزة للرد الإماراتي
في مواجهة هذا الاعتداء، اختارت دولة الإمارات أن تبرز قيمها النبيلة التي تشكل أساس نهضتها. فبدلاً من الرد بزيادة التوتر، استمرت في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء في اليمن، رغم أن الهجوم كان يهدف إلى عرقلة جهودها الإغاثية والتنموية هناك.
• قامت الإمارات بتقديم مساعدات طبية وإغاثية للمناطق الأكثر تضرراً من النزاع في اليمن، حيث عملت على توفير الغذاء والمياه النظيفة والعلاج، لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
• ساهمت الإمارات في إعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، مما يؤكد أن رسالتها الإنسانية أكبر من محاولات التخريب والإرهاب.
قيم التسامح التي لا تهتز
لطالما مثلت الإمارات نموذجاً عالمياً في تعزيز التسامح والتعايش، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في سلام وانسجام. وفي ظل التحديات، أثبتت القيادة الرشيدة أن التسامح ليس مجرد شعار، بل قيمة راسخة في قلب السياسة الإماراتية.
• أسست دولة الإمارات وزارة التسامح لتعزيز هذه القيم على المستويين المحلي والعالمي.
• أنشأت مشاريع مثل "بيت العائلة الإبراهيمية" التي تعكس رؤيتها في بناء جسور التفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.
الهجوم الإرهابي لم يكن فقط استهدافاً للبنية التحتية أو الأرواح البريئة، بل كان محاولة لضرب نموذج الإمارات الإنساني المتفرد. ومع ذلك، أكدت دولة الإمارات أن هذه القيم الإنسانية هي درعها الأقوى، وأنها لن تتخلى عن رسالتها في نشر السلام والخير.
وفي هذا السياق، قال الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عبر منصة "إكس":
"إن يوم السابع عشر من يناير، يوم تتجدد فيه قيم المواطنة الإيجابية المفعمة بالنخوة والولاء، ويتجلّى فيه تلاحم شعب الإمارات بأطيافه كافة مرسّخاً أسمى معاني الإخلاص للوطن. يوم نؤكد فيه أننا بقيم العطاء والتضحية سنظل دائماً درعاً منيعة تحمي الوطن وتحفظ أمنه واستقراره، وسيبقى هذا اليوم منارة شامخة تُضيء دروب الأجيال القادمة بالعزم والتفاني، وفي ظل قيادتنا الرشيدة ووحدة شعبنا سنواصل كتابة تاريخ مجيد لوطن لا يعرف المستحيل".
إعادة الإعمار والتضامن مع الشعوب المتضررة
استمرت دولة الإمارات في دورها كأحد أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية والتنموية في العالم، حيث دعمت ملايين المحتاجين في اليمن وخارجه. قدمت الدولة مبادرات لإعادة الأمل وتحسين جودة الحياة في المناطق التي دمرها الصراع.
• أسهمت في مشاريع لتأمين الطاقة الكهربائية والمياه النظيفة للأسر المتضررة.
• دعمت المرأة والطفل عبر برامج تعليمية وصحية توفر فرصاً لمستقبل أفضل.
يوم النخوة: رمز الإمارات للعطاء والصمود
"يوم النخوة" ليس مجرد ذكرى لأحداث معينة، بل هو شهادة حية على أن الإمارات دولة تستند إلى مبادئ راسخة من الإنسانية والعطاء. جاء هذا اليوم ليؤكد أن الإمارات ليست فقط قوية في مواجهة التحديات، بل كريمة في مد يد العون لكل من يحتاج، ومستمرة في دورها كمنارة أمل وسلام.
في كل أزمة تواجهها الإمارات، تبرهن على أن العطاء الإنساني والتسامح هما السلاح الأقوى ضد الإرهاب والدمار. ستبقى الإمارات نموذجاً يحتذى به في نشر الخير، مهما حاولت الأيدي العابثة النيل منها.