ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
احاطة تيتيه والجدية في حل الازمة الليبية
منذ بداية الازمة الليبية, عينت الامم المتحدة ما يزيد عن العشرة من مختلف الاديان والاجناس, كموفدين لها الى ليبيا لأجل المساعدة في حل ازمتها, التي اصبحت تستفحل مع مرور الزمن ,بسبب التدخلات الاجنبية والمتمثلة في الدول التي شاركت في اسقاط النظام عبر قرارات اممية,كل الدول التي شاركت لها مصالح بليبيا سواء من حيث الفوز بعقود لمنتجاتها المختلفة تجاه ليبيا او اقامة بعض المشاريع الخدمية من اقامة محطات توليد الطاقة الكهربائية (رغم ذلك لم تحل مشكلة الكهرباء) او توريد اسلحة الى الاطراف المتنازعة رغم وجود قرار اممي بحظر توريد الاسلحة الى ليبيا وتلك العقود تكلف الدولة مئات المليارات من العملة الصعبة.
الحديث عن ان الامم المتحدة تحاول تقريب وجهات النظر بين الافرقاء الليبيين انما هي محاولة لاستمرار الازمة, فالساسة الليبيين المتواجدون على الساحة وللأسف يعملون لصالح الدول التي اتت بهم الى سدة الحكم ولا يعيرون أي اهتمام بمشاكل الشعب .
إحاطة تيتيه في 21 اغسطس الحالي والتي نامل ان تكون الأخيرة في سلسلة الاحاطات السلبية , هي وسيلة لإعلام المجلس بآخر التطورات واقتراح مسار سياسي دون أن تترتب عليها التزامات مباشرة.
كان الكثير منا يعول على احاطة تيتية ,ربما لم تكن كما نتوقع ولكنها تخرق جدار الواقع المؤلم.. تشكيل حكومة جديدة...تبقى المدة الزمنية لبقائها عام ونصف, قد تكون مقبولة للترتيب للانتخابات وتهيئة الظروف لها..والسؤال هل سيكون هناك حزم وعزم للتعامل الجدي مع اطراف الصراع..
تشكيل حكومة جديدة يؤدي إلى انتخابات برلمانية تفرز وجوه جديدة ورئيس للبلد...اما إسقاط الجميع(تشريعية وتنفيذية) في مرة واحدة غير ممكن الا بثورة شعبية عارمة او بقرار من مجلس الأمن. ..وهذان الشرطان غير متوفران الان فالشعب يتعامل بسلبية مع الواقع ومجلس الأمن له مصلحة في الابقاء على الوضع الحالي, المهم تحت سيطرتهم.
الحكومة المقبلة نتمنى ان لا تتشكل على اساس المحاصصة...فخلال الاعوام الماضية كانت ما تسمى بمدن الثورة وبالأخص في غرب البلاد هي التي تشكل الحكومات المتعاقبة وتستحوذ على نصيب الاسد في ادارة مراكز صنع القرار ...ولغياب الرقابة والمحاسبة استشرى الفساد في مختلف المؤسسات الحكومية ,هناك حديث عن وجود 280 مليار دينار دين عام .ترى ماهي المشاريع الملموسة التي تحققت لصالح الناس؟ ..المصيبة انه سيتم تغطية الدين من خلال فرض ضرائب ورسوم على بيع الدولار والسلع الضرورية. اي يتحملها المواطن ...
حصول طرابلس على الترتيب الثاني في قائمة أسوأ عشرة مدن للعيش على مستوى العالم بعد دمشق يعني بأننا تكيفنا مع الوضع وقادرون على ألعيش في أسوأ الظروف والشكر الجزيل لحكامنا الميامين.. .إنجازات عظيمة.
وفق الاحاطة فان الحكومة ستتشكل في غضون شهرين, والسؤال الاصعب هل تسطيع الحكومة الموحدة المنصّبة من المجتمع الدولي خلال 18 شهرا ان تهيّء الظروف, بتوحيد المؤسسة العسكرية ,وايجاد حل لازمة الميليشيات المنتشرة بالمنطقة الغربية التي تتصارع على النفوذ وافقدت المنطقة الامن والاستقرار ,نامل من المجتمع الدولي ان يكون جديا وحاسما بشان حل الازمة الليبية ,لقد عانى الليبيون مختلف اصناف العذاب في كافة مناحي الحياة.
ميلاد عمر المزوغي