ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

خفض التوتر في العاصمة هل ينهي الازمة في ليبيا؟

ظلت العاصمة طرابلس وعلى مدى اشهر تعيش على صفيح ساخن, الدبيبة وبعد ان كان متفاهما مع المجموعات المسلحة بالغرب الليبي ,يجزي لها العطاء, بالمقابل يحمون عرشه الزجاجي الذي اصبح يرى كل ما بداخله, من عمليات فساد, وتلاعب بقوت الشعب وتكرار الوقفات الاحتجاجية, ضد حكومته, فجأة احس بانه في خطر, أراد ان يكون الغرب الليبي تحت سيطرته المطلقة ليكون له مكانا في رسم المستقبل المنظور للبلد, بعض التشكيلات اعلنت العصيان, لأنها لا ترى انه يتعامل بدونية مع بعض المناطق ويناصر بعضها على الاخرى. 

توعد الدبيبة الخصوم بحرب لا هوادة فيها, ظاهرها محاولة بث الامن والاستقرار وباطنها ممارسة نوع من الاذلال والغطرسة على المناطق تلك المناطق, تكاثف المناطق المستهدفة ,فرملت تحركات الدبيبة وكبحت جماحه ,التحذيرات الاممية بعدم جر العاصمة الى حرب مدمرة جعلت الدبيبة يحاول الخروج من المأزق الذي وضع نفسه به, المساعي المحلية لتجنيب العاصمة الصراع لم تنجح كليا لكنها افسحت المجال لمزيد التواصل بين الدبيبة وخصومه للوصول الى حل.

تركيا التي اصبحت تحظى بتعامل جيد مع سلطتي الامر الواقع في شرق البلاد وغربها, وتقوم شركاتها بتنفيذ العديد من المشاريع التي تدر عليها ارباحا ممتازة ولأجل استمرار مصالحها, عمدت الى التدخل في حل الازمة بين الدبيبة وخصومه بغرب البلاد فكان اتفاق اقل ما يقال عنه ان حفظ مياه وجوه الخصوم, الدبيبة نجح في ابعاد قوة الردع في السيطرة عن امعيتيقة التي اصبحت المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة وجوارها من مكاسب اقتصادية واجتماعية, ونستذكر مقولة زعيم احد الميليشيات بان السيطرة على المطار افضل من تولّي وزارة. تنفس الدبيبة الصعداء واصبح بإمكانه الدخول الى منطقة شرق العاصمة التي حرم منها لأشهر, بينما يعتبر الفريق الخصم بشان وضع كافة المنافذ الجوية بغرب البلاد تحت سلطة واحدة واستبعاد الميليشيات المحلية من ادارتها وعودة المجاميع المسلحة الى مقارها الرئيسية نصرا له.

التقيد بالاتفاق يبقى هشا, لان رعاة المصالحة الاتراك,لم يوقعوا على الاتفاق شكليا, لكنهم بالمقابل حذروا الجميع من عواقب خرقه, وامكانية فرض عقوبات اقليمية ودولية على المخالفين, واستثنائهم من العملية السياسية, وربما التعرض لعقوبات دولية تحت مسمى (جرائم الحرب), التي وللأسف افلح سياسيونا في تنفيذها على درجة عالية من المهنية, تضاهي جرائم النازية الالمانية والصهيونية. 

يبقى السؤال ما هو مصير العملية السياسية في ليبيا التي اعلنت عنها الامم المتحدة؟ هل ستسارع الى تشكيل حكومة موحدة جديدة تكون نهاية المراحل الانتقالية التي جلبت القتل والدمار والشريد لأبناء الوطن, أم ان الامم المتحدة ستعيد تدوير الفاسدين الذي يتولون زمام الامور؟  .

ترى الى أي مدى يستمر الليبيون في الاعتماد على الطرف الاجنبي لحل مشاكلهم الداخلية؟ ومحاولة الخروج من عباءة الدول الاقليمية وسرطان الفصل السابع الذي ينهش اوصال الوطن؟...مشروع خفض التوتر في العاصمة.. جيد اذا تم الاخذ به, والتوجه نحو المصالحة الحقيقة, لتحقيق اللحمة الوطنية وبناء الدولة.     

ميلاد عمر المزوغي