زيارة الملك " سلمان "الى موسكو توقيتها وأهميتها

 تاتي زيارة الملك "سلمان بن عبدالعزيز" الى موسكو في ظروف أصبحت صعبة وبالغة التعقيد في المنطقة ! حيث تأتي بعد سنوات طويلة من الحرب والقتل والدمار في سوريا حرب تدخلت فيها معظم قوى النفوذ العالمية والاقليمية
التي لكل منها مصالحه وحساباته الاستراتيجية في سوريا ... فمثلا روسيا تدخلت بقوة الى جانب النظام السوري وتدعي انها تقوم بمحاربة الارهاب في سوريا أي محاربة داعش وفي المقابل امريكا وحلفائها يدعوا نفس الادعاء من انهم يحاربون الارهاب بالاضافة الى اعلانهم صراحة محاربة النظام السوري
بينما في الحقيقة والواقع ان الجميع كل طرف يعمل ليحافظ على مصالحه وموقعه من الهيمنة والابتزاز التي تستهدف الوطن العربي بشكل عام
كما استطاعت القوى العالمية ان تخدع الكثير من الانظمة السياسية العربية من انها تتدخل من اجل مكافحة الارهاب الذي في حقيقة الأمر ان تلك القوى هي من صنعته وصدرته ليتوافق من أجل اعطائهم شرعية التدخل العسكري والسياسي حتى لمن يشترك منهم عن بعد ! هذه هي حقيقة الاوضاع في سوريا التي لم تقف عندها فحسب ولكن امتدت لتصل الى اليمن
حين استطاعت تلك القوى ان تجعل من صنعاء وقوى النفوذ فيها مركزا لتمرير وتصدير وتبني تلك السياسية الخطيرة التي تستهدف دول المنطقة بعد العراق وسوريا كالمملكة ودول الخليج !
وحين تنبهت دول الخليج لتك المخططات واعلنت الحرب لمواجهتها ( بعاصفة الحزم ) توسعت دائرة المؤامرة على المنطقة دوليا واقليميا وكان ذلك واضح من خلال تمادي مجلس الامن والامم المتحدة في تنفيذ ما يتعلق ببنود القرار رقم 2216 الخاص بحرب اليمن ! حيث استمرت وطالت الحرب دون اي دعم دولي يجبر الانقلابيين في صنعاء للرضوخ لتلك القرارات ! لاسباب واضحه هي تدخل بعض القوى الدولية الداعمة للانقلابيين وايران ومشروعها في المنطقة !
حتى أصبحت الرؤياء واضحة لدى دول المنطقة ! حيث تأتي زيارة الملك سلمان اليوم لموسكو لتؤكد ان هناك تغير كبير وقناعة أكبر لدى القادة العرب من ان موسكو شريك مهم ربما يساعد في وضع حلول جدية للحرب في سوريا واليمن ! بعد ان أصبح واضح ان الادارة الامريكية تسعى الى إطالت الحرب وعدم انتهائها ليتوافق ومصالحها التي تستنزف دول المنطقة اقتصاديا وعسكريا ! بالإضافة الى انتظارها لمزيدا من صفقات بيع الاسلحة التي تقدر بميئات المليارات من الدولارات
والتي تضمن انتعاش الاقتصاد الامريكي لفترة طويله بعد ان تعرض لهزات كبيرة بسبب تخبط السياسة الامريكية العدوانية تجاه معظم دول العالم
وانفاقها اموال طائلة لتلك الاغراض ! هذه هي السياسية الامريكية التي اعتقد ان القادة العرب بداءوا اليوم يدركونها جيدا !
وأكبر دليل هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك " سلمان بن عبدالعزيز" لموسكو وفي هذا التوقيت الذي يؤكد ان موسكو ربما هي الاقرب التي قد تساهم وتعمل في وضع اسس لانتهى الحرب في المنطقة !
كما اعتقد ان اي مصالح ستحصل عليها موسكو مقابل اسهامها في انهى هذه الحروب
اعتقد انها مهما كلفت لن تكون إلا شي يسير مما تنفقه دول المنطقة في فترة بسيطة في هذه الحروب الاستنزافية التي تعمل بعض الدول العظمى على عدم انتهائها ! لتبقى حرب اسنزاف وابتزاز وحرب تتماشى استراتيجيتها العسكرية وفقا لما يضمن استمرار المخطط العدائي لدول المنطقة الذي تتزعمه طهران وتتبناء فكرة وتصديره ليعم دول المنطقة !
في اعتقادي ان زيارة الملك سلمان لموسكو ستغير موازين الحرب في سوريا واليمن وستشهد الايام القادمة تحرك روسي نشط في المنطقة مبني على اتفاقات وتفاهمات تمت خلال هذه الزيارة التاريخية