أحمد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
الشرعية.. ونهايتها الدرامية الوشيكة
لن تكون لبن دغر نهاية أفضل من رفاقه وزعيمه عفاش , هكذا هي سنة الله العادلة وإقتصاصه من القتلة والظالمين , تأريخه مليئ بالخيانة والظلم منذ توليه رئاسة إتحاد الفلاحين بحضرموت ومارس من خلاله شتى أنواع الظلم والتنكيل في بني عمومته , ومازال يسير حتى يومنا هذا في غيه و ظلمه ولم تغيره الأحداث ولا السنين ولا معاناة شعبه , لم يصطف نهائيا مع حقوق شعبه وتطلعاته ورغباته , بل كان يقف دائما ضد رغبات وطموحات وطنه وشعبه لإرضاء أسياده , يجيد فن الخطابة والغناء على وتر أوجاع ومعاناة وأزمات الشعب للضحك عليهم ليس إلا , لعلمه بأن غالبية الشعب عاطفي وتنطلي عليهم مثل تلك الكلمات الخداعة .
مشكلتنا كيمنيين جنوبيين هو إنجرارنا خلف أي إشاعة وترديدها بإستمرار , ويكفينا أن يكون قائل تلك الإشاعات شخصية إعلامية أو سياسية أو قيادية لتصبح بعد ذلك حقيقة يصعب تكذيبها , لأنه وببساطة شعب محبط ويائس ويبحث دائمآ عما يكدر عيشه ويحط من معنوياته , ولقد استفاد من ذلك العيب أعدائنا .
من نقاط ضعفنا وأخطرها هي فوبيا العودة للوحدة اليمنية , وهذا لن يحدث مطلقا بسبب عدم توافر العوامل المساعدة لذلك لا محليا بسبب تشتت قوى الشمال وضعفها وإنهيارها , ناهيك عن دخولها مستقبلا بصراعات دموية بسبب ماحدث من إقتتال وثأرات وإنتهاكات يصعب تجاوزها أو نسيانها , ولا دوليا فقد تغيرت قناعات كبرى الدول الإقليمية و الدولية ووصلت لقناعة تامة بإستحالة إستمرار الوحدة اليمنية بمفهومها وشكلها السابق ولا خيار سوى خيار الإقليمين وصولا للاستفتاء العام لتقرير مصير جنوب اليمن بين البقاء في نظام الفدرالية أو الإنفصال التام عن شماله .
تصريحات بن دغر المستفزة دائما هي عبارة عن صراخ عالي بسبب مايعانيه الرجل من ألم وإحباط شديد كان أكبر من قدرته على الاحتمال هذه المرة , الرجل يمر بمرحلة عصيبة جدآ لم يمر بها طيلة مسيرته السياسية والقيادية المتقلبة من أقصى اليسار لاقصى اليمين ليختم مسيرته غير المشرفة بإدارة حكومة تعتبر من أسوء الحكومات اليمنية على الإطلاق , حاول جر الجنوبيين أكثر من مرة لمربع العنف والاقتتال الداخلي ليغطي فشله وعجزه , وفشل بتلك المؤامرات جميعآ بحمد الله ورعايته .
أراد الرئيس هادي ونائبه علي محسن الاحمر وبن دغر العودة للمشهد السياسي اليمني مرة أخرى بعد إغتيال الرئيس الراحل عفاش , وكانت فرصة ذهبية لهادي بسبب أنه لا يمتلك مكون سياسي كبير يعيده لسدة الحكم مرة أخرى , وكذلك علي محسن الاحمر صارت حظوظه للعودة للمشهد العسكري و السياسي ضئيلة جدآ بعد إنهيار وتلاشي فرقته العسكرية الأولى وأصبحت في خبر كان ولا أمل بعودتها نهائيا .
لا يخفى على أحد أن من رشح الرئيس هادي كنائب للرئيس صالح بعد حرب صيف 94م هما علي محسن الأحمر والشيخ الراحل عبدالله بن حسين الاحمر وهما من كبار زعماء وقادة حزب الاصلاح اليمني , للرئيس هادي ميول إخوانية قديمة ولهذا وقع عليه الإختيار من قبل زعماء حزب الإصلاح سابقا كنائب للرئيس وحاليا ألتفوا حوله كرئيس للجمهورية اليمنية , يخطى البعض عندما يتصور بأن الرئيس هادي مسلوب القرار والإرادة والإدارة من قبل لوبي الإخوان المسلمين الذين يحيطون به كإحاطة السوار بالمعصم , بل العكس فهو يعي تماما مسؤولية تلك القرارات الجمهورية الكارثية التي يصدرها ونتائجها السلبية على الوطن والمواطن وهو راضي عنها والدليل تكرارها بإستمرار.
أراد الرئيس هادي والأحمر وبن دغر الاستحواذ على مؤتمر عفاش وضمه لفريق الشرعية في أي مفاوضات قادمة , وتارة أخرى لتفكيكه وتهميشه والقضاء عليه نهائيا خدمة لحزب الإصلاح الذي يعتبر أن حزب المؤتمر سيعود أقوى بعد إغتيال عفاش ولابد من القضاء عليه نهائيا وخروجه من المشهد السياسي اليمني .
الكل مجمعين على هزيمة الإصلاح والقضاء عليه أكانت مليشيات الحوثي أم مؤتمريي عفاش وصولا للمجلس الإنتقالي وبقية الأحزاب اليمنية , السبب لذلك العداء للإصلاح هو أنهم يعتبرون ذلك الحزب وصولي ومصلحي وأناني من الدرجة الأولى , حزب الإصلاح هو حزب الرئيس دائما , فأي رئيس أو زعيم سياسي أو قبلي سيتحالف معه الإصلاح من أجل الوصول للسلطة فقط وبأقل الخسائر وأقصر الطرق , هكذا هي إستراتيجيته دائما .
تحالفوا مع الرئيس الراحل عفاش وكان مرشحهم الأوحد في الإنتخابات الرئاسية ماقبل الأخيرة وعندما تخلى عنهم وقفوا ضده ورشحوا الراحل بن شملان , وهكذا عندما أختاروا عقيد في الإستخبارات اليمنية رئيسا لحزب الاصلاح باليمن وهو العقيد محمد اليدومي وهي سابقة لم تحدث في أي دولة بالعالم يتواجد بها تنظيم الإخوان المسلمين , فجميع زعمائهم مدنيين وخريجي المعتقلات والسجون .
تغاضوا عن فساد علي محسن الأحمر لانه وفر لهم الغطاء العسكري والحماية , وحميد الأحمر لانه وفر لهم الدعم المالي وأبيه الغطاء القبلي , حزب لايستطيع الإعتماد على نفسه مطلقا , وبغير تلك التحالفات المصلحية لن يصمد أبدآ .
نحن في جنوب اليمن أصحاب هذه الأرض , ولم نسمع في كتب التأريخ بأن شعب هزم على تراب أرضه ولم يستعيدها أبدآ , هذه الحرب قد غيرت من مفاهيم ونظرة الدول الإقليمية والدولية تجاه شعب جنوب اليمن وبصورة إيجابية , أثبتنا بأننا أهل مرؤة وشجاعة والقلة منا لئام والكثرة كرام , رفعنا رؤوس من تحالف معنا ولم نخذلهم أو نساومهم كما تفعل جيوش الشمال الوطنية بقيادة الأحمر .
ثقوا بأنه مثلما إتحدنا جميعآ ضد مليشيات الحوثي وعفاش سنتحد أيضا ضد مؤامرات هادي وبن غر و الأحمر وسنفشلها بإذن الله تعالى , الكل مجمع على إستعادة الجنوب وقد نختلف بالطريقة مع التيارات الأخرى ولكن يظل الهدف واحد .
لن تعود صنعاء كصنعاء ولا عدن كعدن , ونحن نسير نحو خارطة طريق جديدة ومن يرسمها قادة وزعماء جدد في الشمال والجنوب وبتأييد دول الإقليم والعالم ,ولقد أثبتنا للإقليم وللعالم بأننا شركاء حقيقين وجديرين بالإحترام والتقدير وبالتحالف الإستراتيجي مستقبلا .