افتتاحية الخليج الإماراتية:

حاشية على ادعاءات الميسري

نحو إحقاق الحق وتوثيق اللحظة، لا بد من الاتفاق، إزاء الأزمة اليمنية، على حسن مقاصد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبالمشاركة الفاعلة والإيجابية من دولة الإمارات، وما يؤكد عليه هنا وجوباً أن التحالف العربي كيان واحد وكيان واحد، وما يحاوله البعض ليس إلاّ إشاعات مغرضة. التحالف يعمل تحت راية واحدة نحو غاية واحدة، وهي استعادة الشرعية وإلحاق الهزيمة، كامل الهزيمة، بميليشيات الحوثي الإيرانية.
يقال هذا كل يوم، ويقال اليوم خصوصاً رداً على تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، حيث لا يصح توصيف حالة التحالف، على غير حقيقتها، حتى ولو كان ذلك تلميحاً، كما تعود بعض أركان الشرعية للأسف، ومنهم الميسري بامتياز.
ربما صلحت الالتقاطة الذكية للدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية مدخلاً لما يراد، حين نصح الميسري بأن يركز على الحوثي، وأن يوجه رصاصاته إلى الحوثي، مذكراً إياه بقافلة الشهداء الإماراتيين، الأبطال الذين اختلط دمهم بدم اليمنيين على تراب اليمن، وكان آخرهم الشهيد البطل سعيد الهاجري الذي ما زال أهله يستقبلون المعزين وكلهم فخر واعتزاز. إذا نسي الميسري تاريخ العلاقة، وإذا نسي كل شيء، فعليه أن يتذكر دائماً ولا ينسى أبداً شهداء الإمارات، وصبر أمهات شهداء الإمارات.
محور القول، إن الخلل في أركان الشرعية اليمنية بات واضحاً، ما يدعو إلى ضرورة التصحيح، فهنالك خطاب متناقض للشرعية لا يستقيم مع واقع الحال، ولا يتلاءم مع تضحيات التحالف العربي، ودولة الإمارات في قلبه والصميم. لقد خدم التحالف العربي اليمن وشعبه الشقيق بكل الحب والصدق، ولا يليق أن يقابل بهذه المواقف المتناقضة، التي يخشى أن تكون ناتجة عن خلافات بنيوية، أو عن توزيع أدوار مرتب، والموقف في الحالين سلبي ومضر ولا يجوز.
في خطاب الميسري المرتبك دعوة حق أريد بها باطل، حيث بسط السيطرة الكاملة للشرعية على المناطق المحررة مسألة فيها نظر في الوقت الراهن، ولا ريب أن مآل كل الأمور إلى الشرعية، لكن عملية التحرير مستمرة، وهي تحقق تقدماً يومياً، والتحالف العربي، والإمارات في قلبه وصميمه ثانية وثالثة وعاشرة، موجود لخدمة اليمن وتكريس شرعيته.
غير ذلك لا يعدو كونه افتراء وتهويل ودعاية مغرضة، ولا يخدم إلا الحوثي والإيراني ومن في حكمهما كنظام قطر وتنظيم الإخوان المسلمين، «الخوان» المسلمين، كما عبر العقاد، رحمه الله، فأحسن.
الإمارات في اليمن لخير اليمن، لمستقبله ومستقبل شعبه الشقيق، وشرفاء اليمن الذين يردون على الميسري وغيره لا يدافعون عن الإمارات بقدر ما يدافعون عن اليمن، وسيادة وشرعية وأمن واستقرار اليمن.