أحمد بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

" السيادة " ... لدى أصحاب المعالي والسيادة !

في تاريخ 22 مايو 2018م تقدمت الممثلة الدائمة للامارات العربية المتحدة السيدة / لانا نسيبة بناء على توجيهات من حكومة بلادها , برسالة الى مجلس الأمن الدولي برقم 490 ) /2018/S ) ردا على رسالة مندوب اليمن الى الأمم المتحدة والمتعلقة بأحداث سقطرى والتي تقدم بها يوم 8 مايو 2018 برقم 440 )/2018 / S ) , تشرح فيها ملابسات الأحداث في جزيرة سقطرى الجنوبية , والتي اثارتها جماعة الاخوان المسلمين ومن يقف خلفها ويضخم أزماتها على مختلف وسائل الاعلام المنتشرة بكثرة بقيادة قناة الجزيرة القطرية.

 وفي تلك الرسالة جاءت العبارات التالية : وتؤكد الأمارات العربية المتحدة للحكومة الشرعية في اليمن و للشعب اليمني الشقيق على اعترافها غير المشروط بسيادة اليمن على جزيرة سقطرى . فالامارات العربية المتحدة ليست لديها أي نية او طموح للاحتفاظ بوجود طويل الأمد في جزيرة سقطرى.. ثم اختتمت الرسالة بعبارة في غاية الأهمية من الناحية القانونية تقول : وأرجو ممتنة تعميم هذه الرسالة باعتبارها وثيقة من وثائق مجلس الأمن.

   هذه الرسالة التي تختتم عباراتها بطلب اعتبارها " وثيقة " من وثائق مجلس الأمن وتوضح فيها ان لا سيادة لها على الجزيرة ولا مطامع فيها تنهي بشكل قاطع كل " التخرصات " التي تعالت بها اصوات المزايدين على سيادة الجزيرة ! على الرغم من يقيننا التام بأن هؤلاء يعلمون تماما كذب وزيف ما روجوا له بشأن ما اسموه احتلال جزيرة سقطرى من قبل الامارات , وان لها اطماع في احتلال الجزيرة , وذلك عطفا على مجموعة من العناصر القانونية والمنطقية التي تجعل من تلك الأكاذيب حزمة من " الاراجيف المضحكة " .. ولكنهم كانوا يعلمون ان الهدف من كل ذلك هو الوصول الى " الرأي العام " في الجنوب بشكل خاص واليمن بشكل عام لتأليبه على الامارات ضمن مخطط المواجهة معها .

     كانوا يعلمون تماما من الناحية القانونية ان الدولة العضو في الأمم المتحدة التي توجد لدى المؤسسة الدولية جميع خرائطها ووثائقها لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تتحول الى مطمع من قبل دول اخرى لأن مثل ذلك يعتبر شيئا من العبث , وكانوا يعلمون ايضا من الناحية المنطقية ان دولة الامارات التي توجد لها ثلاث جزر محتلة بالقوة المسلحة من قبل ايران لا يمكن لها ان تقوم بعمل " مماثل " فيما يخص جزر دولة أخرى ثم تأتي بعد ذلك للمجتمع الدولي لتشتكي ممن يحتل جزرها في الوقت الذي تكون فيه قد قامت بنفس الفعل !!.  

   هم كانوا يعلمون كل ذلك .. ولكنهم وهم يتلحفون برداء الدين يمارسون كل صنوف الكذب والخداع والدجل والتلاعب بمشاعر البسطاء من الناس الذين يرون امكانية ان تنطلي عليهم اكاذيبهم المغرضة .

    لكن الفضيحة الكبرى .. ان البعض من " اهلنا " ممن انطلت عليهم تلك المزاعم والخزعبلات , قدر لهم أن ينسوا انهم قد ضموا صوتهم الى صوت المحتل الحقيقي لأراضي الجنوب فيما يزعم المحتل انه دفاعا عن " السيادة " ..!! وكان عليهم ان يسألوا انفسهم قبل ذلك من هو الذي احتل " كل الجنوب " ومن الذي انتهك سيادة ارضنا وكرامة شعبنا ونهب ثرواتنا وقتل خيرة مناضيلنا طوال الفترة الممتدة من 1994 حتى اليوم ! هل هي الامارات العربية المتحدة أم المحتل اليمني ؟!! فكيف يمكن لمن يناضل من اجل حرية وطنه واستقلاله ان يضم صوته الى صوت محتل حقيقي ضد من اسماه هذا المحتل الحقيقي ب " المحتل المفترض " !! حتما سوف اتفهم ان يكون ضمن الجوقة من الجنوبيين يؤمن بمشروع الدولة الاتحادية القادم من مطابخ الاخوان المسلمين وداعميهم اقليميا , ولكنني لا افهم ان يتكون فريق واحد يضم من ينادي بالاستقلال مع من ينادي ببقاء الاحتلال اليمني للجنوب بغطاء الشرعية فيما يتعلق بأمر سيادي يخص الجنوب العربي ! فهل اصبح مشروعنا الوطني وسيلة مزايدة لدى هؤلاء ؟؟!

      ختاما .. بعد رسالة مندوبة الامارات الى مجلس الأمن لن يستطيع احد منهم ان يتذرع بعد اليوم بمسألة السيادة على جزيرة سقطرى , ولكن الأكيد في الأمر أن مكائدهم ومخططاتهم الخبيثة لن تنتهي ابدا .. والأكيد ايضا ان مصير هذه المؤامرات الى زوال والى فشل كما في كل مرة , ويبقى ان ننبه اخواننا " الطيبين " من الجنوبيين الا يكونوا في كل مرة وسيلة هؤلاء ووقود حرائقهم التي لا تنتهي .