نجيب غلاب يكتب:

"الحوثية" والسلام لا يلتقيان

منذ احتلال صنعاء بالقوة، والدول الراعية للعملية السياسية عبر سفرائها وكذلك الأمم المتحدة، لا تمارس ضغطا فاعلا علی ميليشيا الانقلاب الحوثية.

وعمليا ترفض الحوثية المقررات الأممية، وترفض مسارات بناء الثقة والحل السياسي، ولا تجد أي ردود ضاغطة، وإنما تأكيد أن الحل السياسي المخرج الوحيد، وكلما أكدوا على الحل زاد إرهابها.. وكلما تم التأكيد أن الحل لن يكون إلا سياسيا، زاد عناد الحوثية وقمارها وابتزازها وأصرت على تفكيك مرجعيات الحل، لفرض انقلابها وسطوها وافشال الحلول المتوافق عليها دوليا واقليميا ووطنيا.

ويتركز نشاطها بزيادة قوتها العسكرية والمالية وتوسيع المأساة وإرهاب الناس بالقمع والانتهاكات والتجويع.

في حين أن كل وثائق الحل السياسي تقبل الحوثية كشريك بحجمه وبلا سلاح ولا كهانة سياسية نافية لجمهورية الشعب.

ورغم ذلك خيارات الحوثية تعيق السلام والتعايش والحريّة والأخوة الوطنية، وأصبح من كان معها ضدها ومن ضدها يرى ضرورة تجريمها، ومن ما زال معها يمتلئ بالغضب نتيجة أخطائها المتلاحقة، وهي ما زالت مستمرة في قمارها.

الحوثية هي من تنفي الآخرين ومصرة على إطالة الحرب، وبالأخير الضرر على الشعب ولن تخرج منها إلا مهزومة مدحورة.

أوروبا وأمريكا وروسيا والصين واليمنيين والعرب لا يقصون الحوثية، ويريدون حلا سياسيا وفق المرجعيات والتي تقبل الحوثية كشريك، ولكنها ترفض كل جهود السلام وتجري بعد إيران كمهووس أحمق!!!

وقد نقلتنا الأمم المتحدة من تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الى اتفاق استوكهولم الذي تناول قضايا بناء الثقة بحدودها الدنيا ، ثم اصبح لدينا قرار 2451، ثم انتقلنا الى قرار 2452 ولكن لا فائدة تذكر.

وحاليا تبحث الأمم المتحدة عن إنجاز في منافذ تعز ونحن نواصل السير بعدها، ولم يتبق إلا تنقلنا الى صنعاء لنصبح اسری لدی الحوثية!

بينما الحوثية ما زالت تعيق استعادة السلطة المحلية في الحديدة والمكاتب التنفيذية والقوى الأمنية لدورها بعد انهاء إجراءاتها، لأن المؤسسات ستعمل وفق قوانينها وتنتهي سطوة المشرفين.

ولتنتقص من الشرعية أصرت على دور قيادي للأمم المتحدة.

ومهما يكن فإن اتفاق استوكهولم يهز أركان سلطة المليشيا لصالح الدولة.

وكل المؤشرات بمختلف تنوعاتها حتى في تناقضاتها في الواقع، تؤكد أن المشروع الحوثي غير قابل للحياة في اليمن.

ومع كل يوم جديد تنهار منظومة التضليل والتزوير واستعباد العقول بالاوهام والخرافة والدعايات الحوثية التي تتلاعب بذهنيات الناس وخياراتهم.

فقط مسألة وقت وستجد الحوثية نفسها أمام حرب انتحارية في مواجهة الشعب.

أما القوى الوطنية التي تسعى لإنهاء سطوة الحوثية وانقلابها الطغياني، فإنها تحتاج إلى:
- التصالح والتسامح على كافة المستويات والعمل ككتلة تاريخية تحمل مشروع التغيير والمستقبل.
- بناء شراكة واضحة وواقعية مراهنة على المبادئ والمصلحة العامة.
- التواصل بكثافة عالية لتحريك القوة الكامنة لليمنيين.