نجيب غلاب يكتب:
العكفي الأكثر خبثاً في محراب "الحوثية"
أي تفسير للصراع، مهما كانت الأقنعة، لا ينفي كهنوت الإمامة ليس إلا وظيفة من أجله.
ومن تجدونه في معركة اليمن المصيرية باحثاً عن ربح أناني وجشع ميكافللي وعقيدة مغلقة على نفسها لتحصيل القوة وأيا كان، تأكدوا أنه عدو لمسار التحرر من مشروع ولاية العنصرية العرقية النافية للإخوة والعدالة والحريّة والكارهة حد الثمالة للمساواة وللمواطنة اليمانية المخلصة لذاتها ولإنسانيتها.
لدينا إشكالية شكلتها صراعات الماضي في بنية القوى الوطنية ومثلما استغلها سابقا الحزب الإمامي ما زالت مفاعيلها شغالة ومستغلة رغم المتغيرات الجذرية التي حدثت وما زال قطاع كبير يعيش ذهنية صراعات القوى الوطنية، وهذا يفسر حالة الشتات وضعف الثقة وتناقضات إدارة الملفات وحسابات تحصيل القوة.
أي جدوى بالإمكان جنيها من اجترار صراعات الماضي ونحن نواجه تحديا مصيريا يجرف الحركة الوطنية بكافة تكويناتها ويهدد بقاءها.. خطر يهدد دولة ووطن اليمنيين.
الناس تعاني وتنتظر إسقاط سلطة السطو وتنتظر من الكتل الوطنية توحيد الجهود لإنجاز أهداف المعركة.. بينما اجترار الماضي يطيل من عمر الحوثية.
العكفي الأكثر خبثاً الذي يعتقد أن الحرب خيار اليمنيين وأن التحالف يدير حربا ضد اليمن.
لا يوجد يمني داخل كافة تكوينات الحركة الوطنية مع الحرب إلا باعتبارها إنقاذا من مشروع يهدد وطنهم أولا وينفي وجودهم كأفراد وهويتهم بأبعادها التاريخية والحاضرة والمستقبلية.. فاليمني الحر يخوض حرب إنقاذ.
وتوكل كرمان حولتها قطر وتركيا إلى عكفي صغير خبيث في محراب الحوثية.
عاد العكفي التقليدي وحتى الذي طورته الخمينية أنظف منها بمراحل.. فالعكفي مغسول دماغه في مشروع الكهنوتية كمرتزق جائع وَعَبد وتوكل عكفي ملعون يخدم مشروع الإمامة بنذالة ثورجية تشتغل كمرتزق في لعبة ملاعين من الحمقى!!
لهذا أرثي حال من أصبحوا عكفة في مشروع ولاية الحوثية الإيرانية، ولن يرحمهم التاريخ والشعب.
أما "الغداء الأخير" بتاع "الجزيرة" فليس من أجل الحمدي ولا الوطن ولا قومية عربية ولا إسلام متحرر من كهنوت العنصرية الإمامية.. بل كان تقريرا انتهازيا استغل الكبار والصغار من أجل الحوثية.
"الغداء الأخير" لعنة مترزقة ومشروع قطري تركي من عبث انتهازيين كارهين لوطننا.. في حين يرى الحوثي الخبيث اليمن اخونجي حقير!!
وهنا ينبغي التأكيد على أهمية إعداد أفلام وثائقية ضد التدخلات القطرية التي تحولت إلى أهم عوامل وصول الحوثية إلى صنعاء وتحولها إلى ذراع إيراني لخدمة المشروع الحوثي في اليمن.
بذلت جهود في هذا الجانب لكنها ما زالت تصريحات بلا انتظام أو مخزونات لم تنشر. فمواجهة وظيفة قطر كخنجر في اليمن لابد أن يتم إعلانها بكثافة.
ختاماً.. حكم ولاية الكهنوت العرقي كلما حكم اليمن أصبح مأساة لأنه مخالف للطبيعة الإنسانية، نقيض حركة الحياة التلقائية ونقيض التقدم من أجل الناس.
ولأن الولاية معاكسة للدين والطبيعة الإنسانية، وأملها في الحرية والاخوة والمساواة يتفجر الواقع بالظلم والتخلف والفقر والجوع، وينتج توحشا مخربا للحياة.