فاروق يوسف يكتب:
ماكرون وترامب في ثرثرة على ضفاف الكارون
شكوك جديدة، حول مصير الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، هل فعل الرجل لا يزال حيا ودير حكومة المنفى، ام ماذا جرى له.
وضع كثيرون تساؤلات كثيرة، عن مصير الرجل، فمنهم من قال انه "مات"، وأقل متشائم قال انه لا يعلم ماذا يدور؟.
ولكن وبعيدا عن كل تلك التساؤلات الكثيرة، التي يمكن الإجابة عليها بـ"حقيقة ان هادي لا يحكم ولم يحكم، منذ ان وصل الى سدة الحكم، بل ان العالم أجمع يعرف ان الدولة العميقة لنظام صنعاء السابق، والمتمثلة في حلفاء علي عبدالله صالح في الحرب الأولى على الجنوب، هم من يحكم، وهم من يمضي على القرارات دون معرفة هادي بها او على الأقل نجله "جلال" الذي أصبح مشغولا بالتجارة، وسعيه بقوة للوصول إلى مستوى الشركاء الذين أشاروا عليه باستثمار عشرات المليارات الدولارات التي قدمتها دول الخليج وبعض الدول المناحة لدعم الحكومة بعد فرار هادي "المصنوع" من صنعاء الى عدن.
أصدرت حكومة الإخوان بيانا باسم هادي، وانا على ثقة ان هادي لم يطلع عليه، فهو بيان "كتب بنبرة شمالية جهوية، شددت على ضرورة قتل الجنوبيين للدفاع عن الوحدة، ولم يقل الأقاليم الستة ومشروع الرئيس هادي.
وبينما كانت وسائل اعلام قطر والتنظيم الدولي للإخوان تتناقل البيان الصادر عن "عبدالله العليمي"، حتى جاء الرد من الولايات المتحدة الأمريكية التي يبدو انها عقدت العزم على انهاء الحرب في اليمن والبدء في صفحة جديدة، بدون هادي او اركان نظام الذين توطوا في دعم وتبني التنظيمات الإرهابية.
فقد "رفضت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، الخميس، التعليق على اتهامات الحكومة اليمنية للإمارات باستهداف قواتها بقصف جوي، إلا أنها أشارت، في المقابل، إلى حق أي دولة "في الدفاع عن مصالحها".
واعتبرت المتحدثة، ريبيكا ريباريتش، أن لأي دولة "الحق في الدفاع عن مصالحها والأمر يتعلق بقياداتها وبما تقرره"، مضيفة أن البنتاغون يرفض إبداء رأيه في اتهامات الحكومة اليمنية، وبالتالي ينبغي توجيه السؤال إلى الإمارتيين.
هذا الرد ليس الموقف الأول لواشنطن تجاه حكومة "هادي" بل هناك مواقف أخرى واتفاقات تسير في طريق انهاء الحرب، والبدء في مرحلة جديدة، بعد ان نصحت واشنطن السعودية بالانخراط في مشاورات مع الحوثيين، بعيدا عن الحكومة اليمنية، وهو ما يبدو ان الرياض ستقوم به، لإنهاء الحرب التي كلفتها الكثير دون أي نتائج بفعل تقاطع مصالح الحلفاء في الشمال مع الحوثيين، الموالين لإيران.
كان سيكون وضع هادي أفضل، لو كان اعتمد على حلفاء "غير الإخوان" الذين لديهم سجل إرهابي أسود، فمن أسباب صمود الحوثيين وبقاء مليشياتهم الانقلابية كل هذه السنوات دون هزيمة، خشية العالم أجمع من ان البديل للحوثيين "تنظيم القاعدة"، لم ينظر العالم الى الحوثيين بانهم جماعة انقلابية سيطرة على البلاد بقوة السلاح، او انها جماعة "شيعية رافضية" بل نظر اليها من منظور انها جماعة إرهابية ولكن أقل إرهابيا من التنظيمات الأخرى التي يرعاها الإخوان.
وبالعودة لقراءة سريعة للبيان، لا يمكن وصفه الا انه بيان "حرب على الجنوب"، وهذا البيان جعل لدى الكثير اعتقاد ان الرئيس هادي لم يطلع عليه، فهو مكتوب "بلغة حزبية"، اعتقدت انها السلطة والشرعية، وان من "يخالفها"، انفصالي مناطقي يجب قتله، وحركت له قوات مأرب التي لم تقاتل الحوثيين ولو ساعة زمن واحدة خلال أربعة أعوام.
لكن ما نفترضه ان "كان البيان صادر عن "هادي"، فتلك مصيبة، ولم لم يكن يعلم فالمصيبة أعظم.
لكن بات من الواضح والمؤكد ان السعودية "قد وضعت النهاية الحتمية" لشرعية الفنادق، وزيارة نائب وزير الدفاع اليمني والتأكيد على انها تخص الشأن اليمن، جاءت لتعزز ان السعودية ماضية في حوار "مع الحوثيين" في سلطنة عمان بحضور الولايات المتحدة الأمريكية.
قلت شخصيا قبل احداث الـ8 من أغسطس إن الأمر محسوم على مستوى دولي، فهناك الكثير من المواقف الدولية التي قد تضع نهاية حتمية لشرعية العار، ولن يكون امام لصوصها الا الفرار صوب بعض البلدان التي قد تقبلهم، ولكن لن يكن في مقدورهم الخروج عن محور الشر "قطر وايران وتركيا" فهذه الدول هي من قد تستقبل حكومة اسقطت شرعيتها بنفسها بالعدوان على الجنوب.
قريبا جدا سيرحل هادي وأعضاء حكومته "الجنوبيين"، وفي سجلهم "وصمة عار"، مساعدة قوات غازية لاحتلال بلادهم؟.
ويكفي..
#صالح_أبوعوذل