بدر قاسم محمد يكتب:
ايران تعتبر صنعاء امتدادا للروح الفارسية !
هكذا لخصت عبارة ابن تعز " عارف أبو حاتم" عميق القضية اليمنية في استضافة تحليلية له على شاشة قناة الحدث , على ما اظن , باختصار شديد في التالي :
- ايران تعتبر صنعاء امتدادا للروح الفارسية !.
ما أصدق تعابير ابناء تعز في لحظات التجلي الفكري , التجلي المنكفئ لحظة " خيلت براقا لمع جنوبا " بات يهدد اطماع الشمال اليمني برمته , زيودا و شوافع , حتى لكأني بعبارة " أبو حاتم " اعلاه وقد قُلبت هكذا :
- ايران تعتبر الشمال اليمني امتدادا للروح الفارسية !.
ما علينا من تكالب الأكلة على قصعتنا .. فهذا معلوم مسبقا , لنأخذ زبدة العبارة الصادقة العائدة بنا إلى ماقبل اعلان حاكم صنعاء الفارسي " باذان " دخوله الاسلام طواعية دون قتال و بقاءه حاكما متحكما بصنعاء و تأصيل استيطان عديد جيشه من الفرس يمنيا و تمكينهم من ملاحقة ما تبقى من القبائل اليمنية ملاحقة حربية و اخضاعهم لحكم و سيطرة " دولة باذان الإسلامية " , و كأني بها أول دولة اسلامية من خارج المنطقة العربية تقوم بكامل أركانها بتمكين عديدها الفارسية تمكينا ديموغرافيا ألتصق بجغرافيا " اليمن " التي يعدها العرب الان :
- جذرا أصيلا لامتداد الروح العربية في المنطقة !.
لتصبح متوالية التاريخ العربي مقلوبة رأسا على عقب هكذا :
- العرب تعتبر اليمن جذر امتداد روحها العربية , و ايران تعتبر صنعاء - مركز حكم اليمن - امتدادا لروحها الفارسية !.
أين أصل العرب من هذه المتوالية التاريخية الملفوفة على عنق العرب الأقحاح بحبل المشنقة الفارسية منذ فجر التاريخ الاسلامي !.
شخصيا لست متعجبا من شيء , فما دسه التاريخ في كتبه أظهرته طبائع البشر و افعالها على قاعدة المثل الشعبي :
إذا غابت الأصول دلّتك الأفاعيل !.
و كأني بهذا المثل ينسف كتب التاريخ العربي كلها ليضعها على مجهر جهاز فحص ال"D.N.A" , و بحسب الطبيعة السيكولوجية يفرز البشر و يصنفهم .
لقد استطاعت صنعاء بمواقفها العدائية لجوارها العربي ان تثبت انها فعلا " امتدادا للروح الفارسية " , فقبل هذا الامتداد العقدي المتمثل في فكر و عقيدة جماعة الحوثيين المسيطرة باحكام الان على صنعاء و كامل الشمال اليمني , تمثلت لنا صنعاء في غزو العراق لدولة الكويت و ازمة حرب الخليج بانحيازها الشاذ في صف الغزو العراقي و كأن طبيعتها السيكولوجية تجذبها للانصياع للغريزة التي قال عنها " عارف أبو حاتم " تعتبرها امتدادا للروح الفارسية !.
فعلى مدى التاريخ ستجد صنعاء , فكريا و عقائديا , مرحبة بكل ما من شأنه مخالفة جوارها العربي .. لأسباب تاريخية تنم عن ان " أصلها العروبي " عائد لمملوك (فارسيا) مصاب بزرقة في عينه اليسرى أتى مما وراء النهر .. ( مع اعتذاري الشديد لاستخدام استعارات الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي المكنية من قصيدته " في القدس " )!.
و بعد كل هذا مازال العرب يلوكون مسلمتهم التاريخية المعتبرة اليمن جذرها العربي الأصيل .
المتقاطعة تماما قولا و فعلا مع المسلمة الايرانية المعتبرة صنعاء امتدادا لروحها الفارسية !.
........
بدر قاسم محمد