أحمد سعيد كرامة يكتب:
المحطة الإماراتية .. من ضحايا شرعية الفساد
لم تكن المحطة الإماراتية آل 120 ميجا وات المقدمة من مؤسسة سمو الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية والبالغ قيمتها 100 مليون دولار إلا ضحية من ضحايا شرعية الفساد والفشل ، عام ونصف تقريبا والمحطة مرمية بالعراء نصفها بمجمع الحسوة والنصف الآخر بميناء الزيت بالبريقة ، صحيح أن التركيب والتشغيل والصيانة لمدة عام تكفل به الأشقاء الإماراتيين ، ولكن لعدم توفر الأمن والاستقرار رفضت كثير من الشركات العربية والدولية تنفيذ المشروع ، إضافة لعدم توفر شركات محلية قادرة على تنفيذ هكذا مشاريع .
تحدثت مع رئيس الوزراء الدكتور معين قبل ثمانية أشهر تقريبا بضرورة تكليف شركة بترو مسيلة لنقل قلب التوربين من رصيف ميناء الزيت للحسوة ، والبالغ وزنه 300 طن تقريبا لتوفر المعدات اللأزمة مع مسيلة بمشروع محطة 262 ميجا وات .
طلبت بترو مسيلة من الإماراتيين ثلاثة مليون دولار أجرة نقل قلب التوربين ، عرض الأشقاء الإماراتيين مبلغ مليون ونصف تقريبا ورفض العرض من قبل بترو مسيلة ، ولم تتدخل حكومة معين بهذا الشأن .
تم التعاقد مع شركة هندية لتنفيذ مشروع المحطة الإماراتية وباشرت بالأعمال الإنشائية حتى تفجرت أحداث أغسطس المشؤوم وغادرت الشركة ورفضت العودة مرة أخرى ، رأى الإخوة الإماراتيين أن المحطة ستنتهي بهذه الطريقة ويجب نقلها وخزنها بالإمارات حتى تستتب الأوضاع ويعاد تركيبها مرة أخرى عن طريق شركة مختصة .
الغريب بالأمر صمت الحكومة اليمنية ووزارة الكهرباء وعدم تقديم أي ضمانات بتحمل نفقات تركيب المحطة الإماراتية أو تكليف مسيلة بتركيبها ، والتي ستشكل فرق نوعي وكمي يضاف إلى باقي محطات توليد الكهرباء في عدن ، ثلاث شحنات من الديزل الممنوحة من الإمارات لمحطات توليد الكهرباء في عدن تقدر قيمتها بي 90 مليون دولار تقريبا ، ومع هذا لم تحدث فرق بالتوليد بسبب نفاذ وقود المازوت عن محطة الحسوة منذ عشرة أيام وخروج 70 ميجا وات من الخدمة ، وتنصلت الحكومة عن شراء المازوت .
المحطة القطرية 60 ميجا وات دمرت بسبب رداءة الديزل الذي يحتوي على نسبة عالية من المياه بحسب تقرير مختبر مصفاة عدن ، كانت محطة جديدة غاز / ديزل تحتاج لخمسة مليون دولار تقريبا لإعادتها للعمل مرة أخرى ، ولكن لا إهتمام حكومي بالمحطات الحكومية لأنها ستنهي مستقبل هوامير شرعية الطاقة المشتراة .
حرب خدمات تشن على عدن والحنوب ، وعراقيل تمارس بحق الأشقاء الإماراتيين لإستنزافهم بصورة حقيرة ووضيعة لتطفيشهم ، إنتصرت الحكومة لشركات الطاقة المشتراة ودمرت معظم محطات توليد الكهرباء في عدن عن طريق المماطلة والتسويف بشراء قطع الغيار والزيوت وعدم إجراء الصيانة العمرية للمحطات .
أتمنى أللا يستغل خبر المحطة الإماراتية بصورة شيطانية ، ما قدمته الإمارات صعب عده أو إحصائه ، وكان لقطاع الكهرباء النصيب الأكبر ، أشترت الإمارات محطة شاهيناز بخومكسر 40 ميجا وات كتر بلر ومنحتها لكهرباء عدن ، وعشرة ميجا لمحطة حجيف بالمعلا ، محطة 50 ميجا وات كومنز جديدة في ملعب 22 مايو ، ومحطات للحج وأبين وحضرموت وغيرها من المناطق المحررة ، قطع غيار لمحطة الحسوة والمنصورة وبدر ، شحنات من مواد شبكة وكابلات ومحولات وغيرها .
صيف كارثي قادم ، إلا بحالة واحدة وهي شراء المزيد من الطاقة المشتراة وإستنزاف موارد الدولة .