محمد مرشد عقابي يكتب:
أبناء الجنوب رموز الرجولة
يقول عز من قائل في محكم التنزيل "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا" صدق العظيم المتعال، من واقع هذه الآية الكريمة نستشرف الفرق الكبير بين الذكورة والرجولة فالفرق هنا واضح وجلي في تناول القرآن لهذه المفردات وان النسبة بينهما عموم وخصوص حيث ان كل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل ومن الملاحظ ان كلمة (ذكر) غالباً ماجاءت في القرآن في المواطن الدنيوية التي يجتمع بها الجميع امثال الخلق والتوزيع والإرث وماشابه ولكن كلمة (رجل) فتاتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله كقوله سبحانه وتعالى "وما ارسلنا من قبلك إلا رجال" فالرجولة هي تحمل المسئولية فعن التوحيد كما اشارت (الآية 20 في سورة القصص) والرجولة تعني قوة في القول والصدح بالحق كما اشارة (الآية 28 في سورة غافر) والرجولة صمود امام الملهيات وإستعلاء على المغريات حذراً من يوم عصيب كما اشارة (الآية الكريمة 37 في سورة النور) كما ان الرجولة ليست تطويل الشارب ورفع الصوت او فتل العضلات بل هي صدق في العهود وثبات على طريق الحق كما اشارة (الآية 23 من سورة الأحزاب) والرجولة هي العلم اليقين ان حال الأمة لايمكن تغييره إلا بأصلاح الأفراد كما اشارت (الآية 11 من سورة الرعد).
فيا ابناء شعب الجنوب العربي الأوفياء الشرفاء الأحرار عند الأزمات تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقيين وعند الفتن نحتاج الى رجال يثبتون على الحق ويدافعون عن الحق ولايخافون في الله لومة لائم فانتم قد اثبتم رجولتكم في طرد الغزاة والمحتلين الحوثيين والعفاشيين وغيرها من المليشيات الإجرامية ونبذتم افكار الغلو والتطرف وحافظتم طيلة السنوات الماضية على روح الألفة فاليوم نريد منكم تجديد اثبات لرجولتكم في احياء روح التكافل بحيث يتلمس الميسورين احوال المعوزين ومن تقطعت بهم سبل وظروف الحياة، نريد منكم كلاً يعمل بحسب منطقته ومكان تواجده لإعانة من يعاني ضائقة مالية ومعيشيه من خلال الطعام وتوفير المستلزمات الضرورية خاصة هذه الأيام التي ينتشر فيها وباء كورونا الفتاك عالمياً، اثبتوا يا ابناء شعب الجنوب العظيم رجولتكم من خلال الإلتزام بتطبيق قانون الحظر الصحي والسير وفق التعليمات والإرشادات الطبية، اثبتوا رجولتكم من خلال اعانة اخوانكم المرابطين في دوائر الخدمات لمساعدتهم على اداء مهامهم وواجباتهم الوطنية العظيمة لتجنيب انفسنا ووطننا اي مخاطر.