إخوان اليمن خنجر قطر المسموم
ظهور اسم عبدالوهاب الحميقاني ضمن قائمة الإرهابيين الصادرة عن دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين ليس مفاجئاً، بل المفاجأة غياب عشرات الأسماء التي ارتبطت بالتمويل القطري للإرهاب، فلقد تحول اليمن منذ منتصف التسعينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم إلى ممول رئيسي لعمليات الإرهاب حول العالم، وحظي اليمن بنصيب وافر من ذلك نظراً لقوة جماعة الإخوان في اليمن ونفوذها السياسي والقبلي الواسع.
وجدت قطر في الجمعيات الخيرية داخل اليمن الجسر الممكن لنقل ملايين الدولارات، وأكدت تقارير صحفية أن ما يقدر من 65 مليار دولار دفعه النظام القطري في أنشطته الإرهابية، ويمثل اليمن كحاضنة لجماعة الإخوان واحداً من أهم الدول لاستلام تلك الأموال، فلقد عُرف اليمن منذ نهاية حرب صيف 1994م بأنه من أكبر دول العالم في غسيل الأموال، كما أن ظاهرة خطف السياح الأجانب في محافظة مأرب تزايدت بشكل واسع لتجد الأموال القطرية مجالاً في تقديم الفِدى للجماعات الإرهابية التي حققت ما يصل إلى أكثر من 95 مليون دولار .
شكلت عاصفة الحزم واحداً من أهم ما يمكن الاستفهام حول جماعة الإخوان ومدى صدقيتها في تأييد السعوديين والشرعية اليمنية، احتاجت جماعة الإخوان إلى أسبوعين حتى أعلنت تأييدها لعاصفة الحزم، خلال الأسبوعين سقطت عاصمة حضرموت المُكلا بيد عناصر ما يسمى (أنصار الشريعة) يقودهم الإرهابي خالد باطرفي، منذ سقوط حضرموت والسؤال يُطارد جماعة الإخوان: لماذا تأخر التأييد لعاصفة الحزم حتى تسلم الإرهابيين المُكلا بأيديهم؟، يثير هذا التساؤل شغف الإجابات التي تبدو أكثر ظهوراً في امتداد الحرب في اليمن.
اعترف حمود المخلافي في ظهوره على قناة الجزيرة القطرية بأنه تسلم مبلغ (300 مليون ريال) دعماً للمقاومة الشعبية في تعز، غير أن هذا المبلغ لم يذهب للمقاوميين بل ظهر حمود المخلافي في شوارع اسطنبول إلى جوار عشرات من القيادات الإخوانية المقيمة هناك، وعلى رأسهم حميد الأحمر وتوكل كرمان وخالد الآنسي، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد عاد حمود المخلافي ليظهر عبر قناة الجزيرة ويطالب التحالف بدفع مبلغ (5 مليار ريال سعودي) من أجل تحرير تعز أو تبقى تعز محاصرة يعبث بها الانقلابيون، بينما يساوم الإخوان على تحريرها ويمارسون الابتزاز باسم معاناتها.
لم تتوقف جماعة الإخوان هنا فلقد خصصت القنوات الممولة قطرياً (الجزيرة، الجزيرة مباشر، العربي) وكذلك القنوات اليمنية الممولة من قطر (بلقيس ويمن شباب) ساعات طويلة من البث في هجوم على دور التحالف العربي في اليمن، وتحملت السعودية والإمارات نصيباً هائلاً من الطعنات الإعلامية، فلقد وجد الإعلاميون اليمنيون المتأخونيين منابر إعلامية كانوا يستغلون وجودهم فيها لتحقيق مكاسب حزبية، وإثارة مشكلات مناطقية وذلك لزيادة الاحتقان في المشهد السياسي اليمني مما يؤدي إلى إطالة الحرب.
نشر موقع إماراتي إخباري تقريراً عن قيام جماعة الإخوان في اليمن، وعبر منظمات تمولها قطر بتقديم تقارير في جنيف السويسرية تتهم التحالف العربي بقتل مدنيين في اليمن، الأمر الذي فضح تلك المنظمات ودورها الخفي مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح، ونقل الموقع عن مصادر حقوقية يمنية في سويسرا قولها: «إن القيادية في جماعة الإخوان باليمن توكل كرمان، قدمت ملفاً يتهم السعودية بقتل مدنيين في اليمن، كما أن القيادية الإخوانية المقيمة في تركيا، قدمت عبر مؤسسة توكل كرمان الدولية ومنظمة صحافيات بلا قيود تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف رصد ما أسمته بالانتهاكات التي طالت المدنيين خلال عام من الحرب في اليمن».
«إخوان اليمن» الذين اعتبروا تطهير حضرموت من الجماعات الإرهابية بأنه عملية تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، كما أن كثيراً من العمليات الإرهابية التي شهدتها عدن وحضرموت نفذها منتمون لجماعة الإخوان ومتخرجون من المعاهد الدينية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأكثر ما يمكن أن يكشف الطعنات عن قيام منظمات حقوقية ممولة من الدوحة باستهداف التحالف العربي في اليمن، ومن تلك المنظمات (رايتس رادار) و(سام) و(توكل كرمان) الدولية، وهي منظمات تتلقى دعماً من قطر وتركيا، لاستهداف الحلف العربي المناهض للتمدد الإيراني في المنطقة.
قدمت قناة الجزيرة القطرية برنامجاً اعتمدت فيه على منظمة تابعة وممولة من قطر (سام للحقوق والحريات) والتي يرأسها توفيق الحميدي من أبناء تعز والمنتمي لحزب الإصلاح، واعتبر البرنامج استهدافا مباشرا للجهود العسكرية والإنسانية للسعودية والإماراتية ليظهر مُجدداً مدى ما تعمل عليه الأجندات القطرية التي تريد تلفيق الاتهامات على التحالف العربي التي كانت جزءاً فيه مولت من خلاله عشرات القيادات الإخوانية بالأموال، ووفرت لهم المساكن بين الدوحة واسطنبول، والنتيجة دفعها الشعب اليمني مرضاً وقتلاً وجوعاً وفقراً بعد أن أغدقت قطر على أطراف الإسلام السياسي أموالها فأحرقت اليمن بأيادي إخوان الشياطين.