أحمد سعيد كرامة يكتب:
السفير آل جابر .. أنتم من دمر الكهرباء
من جانب ديني وجيراني وإنساني أن تدعموا قطاع الخدمات في عدن والجنوب حتى تعود لمستوياتها السابقة فقط ولم نعد نطمع بأكثر من ذلك ، وتبخرت أحلامنا بسبب هذا الواقع المرير من قبل أقرب الناس إلينا دينا ونسبا ومجورة ، وصلنا لقناعة بأن حلم الأنظمام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي كان كابوس ولن يغير من تعاملكم ونظرتكم إلينا بصورة إيجابية ، ولهذا نطلب منكم أن تكفونا شركم قبل خيركم .
سعادة السفير أذكرك بالقانون الدولي الذي يحتم على الدول المفوضة تفويضا أمميا بإدارة شؤون الدول التي تقع تحت مسؤوليتها وسيطرتها ليس عسكريا فقط بل حتى خدماتيا وإداريا .
لازالت المملكة العربية السعودية تكرر أخطائها الإستراتيجية القاتلة ليس في اليمن وحدها والجنوب تحديدا بل بالعالم أجمع ، لم تتعلم من أخطائها القاتلة في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان وتكررها اليوم باليمن منذ خمس سنوات ، إعتمدت على أدوات فاشلة فكانت النتيجة فشلا ذريعا .
أن يخرج السفير السعودي جابر بتعليق أو بتصريح مستفز بأن توفير الخدمات يقع على عاتق الحكومة الشرعية المقبلة والمقيم أغلب أعضائها بالرياض كان غير متوقع من رجل إستخباراتي ملم بالملف اليمني ، من طبع الترليونات من الريالات اليمنية غير السعودية وأدى إلى إنهيار غير مسبوق عبر التاريخ للريال اليمني ، 80 مليار ريال يمني التي وصلت من جدة إلى المكلا وبطريقة سرية شاهدة على ذلك ، من الذي وعد بتوفير منحة وقود لمدة عام كامل وأخلف ، من الذي وعد بشراء محطة 120 ميجا وات لكهرباء عدن وأخلف ، لم نعهد من مملكة الحرمين نقض العهود والوعود والمواثيق .
ولم يصل وقود المحطات سوى لثلاثة أشهر بفصل الشتاء بمبلغ ستون مليون دولار ، بينما توجيهات خادم الحرمين الشريفين كانت بمليار دولار ، أكثر من 600 الف طن من وقود محطات توليد الكهرباء شهريا منحت لجمهورية مصر العربية على مدى سنوات من قبل جارتنا السعودية ، ونحن تشتري لنا أرامكو وقود رخيص ورديء من السوق السوداء
من الذي ماطل وسوف بترميم مستشفى عدن العام على مدى 16 عام على نفقة الشقيقة الكبرى ، من الذي كبلنا ويكبلنا بإتفاقات لا طائل منها سوى تجويع وتركيع شعب قدم الغالي والنفيس لنصرة السعودية .
من الذي أوقف رواتب القوات المسلحة الجنوبية على مدى أشهر عديدة لغرض تفكيكها لتكون فريسة سهلة لمليشيات الحوثي الإيرانية والانقضاض علينا ، من الذي أوقف الدعم اللوجستي لقواتنا الجنوبية بجبهات الضالع .
علينا البحث عن حلفاء وشركاء يقدرون معنى الشراكة الحقيقية والتحالف المبني على المصالح المشتركة ، أخطاء متتالية ترتكبها القيادة الجنوبية وكان أخرها ذهاب رموز المجلس الإنتقالي الجنوبي للرياض دفعة واحدة ، مع عدم قدرتهم على إحراز أي تقدم بالملف العسكري والأمني وحتى الخدماتي ، الشعب يعاني بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، الشعب يدفع أثمان باهظة لوحده .