أحمد سعيد كرامة يكتب:

المجلس الإنتقالي .. وحقائبه الوزارية العجاف

من يبحث عن وطن وهوية شعب نقول له سعيك مشكور ، ولكنك أخطأت الطريق الصحيح هذه المرة ، ومن له أجندات إقليمية ودولية أجبرته على سلوك الطريق الخطأ عليه أن يواجه شعبه ويفسح الطريق لغيره ليكمل مشوار إستعادة الدولة الجنوبية .

 

هناك من يتعمد إضفاء هالة من القدسية على رموز وقادة المجلس الإنتقالي الجنوبي ليعيدنا لمربع الحزب ضمير وشرف وفكر الشعب الجنوبي مرة أخرى ، ولن نقبل بعودة هذه المصطلحات الانتهازية .

 

أيها الشعب الجنوبي عليكم أن تكونوا جزء أصيل وفاعل ومؤثر على أرض الواقع ، لا قطعان خلف مجموعة من المفسبكين والإعلاميين السذج ، ومن يقول أننا كسبنا حقائب وزارية ويعتبره نصر سياسي كبير يخدع نفسه وشعبه .

 

فمليشيات مران من كهوف صعدة إلى القصر الجمهوري بصنعاء ولم تأخذ رأي أو مشورة من أحد ، ولم يعترف بها سوى إيران ، وإن كنتم مصرين على إستمرار الشراكة مع التحالف السعودي ، فليكن بشروطنا نحن وإلا كلن يذهب بحال سبيله ولن نموت جوعا وعطشا أكثر مما نحن فيه الآن .

 

إن كان لابد من الشراكة مع الشرعية المهترئة فليكن ندا بند ولنا النصيب الأكبر وإلا عليها البحث عن عاصمة أخرى ، شرعية لا تسيطر إلا على 10 مديريات بالمناطق الشمالية  فقط ، وتعطى للعشر مديريات نصف مقاعد الحكومة القادمة لمشردين بعواصم الشتات مع حقائب وزارية سيادية ومهمة للغاية في عدن .

 

المجلس الإنتقالي الجنوبي لسان حال أغلب الجنوبيين الذين حرروا كل أراضيهم ودفعوا ثمن باهظ جدآ من خيرة شبابهم ورجالهم وحتى من أطفالهم ونسائهم ، وحرروا أكثر من عشر مديريات شمالية بالساحل الغربي والضالع ، ويكون نصيبهم مذل وحقير بحقائب وزارات البصل والثمد ووزارة صندوق الفقراء والمساكين والنقل البحري والجوي والبري الذي يسيطر عليه التحالف السعودي من خلال تصاريح الهبوط والأقلاع ودخول الموانئ .

 

كلنا يعلم أن وزارة التربية والتعليم معقل إصلاحي قديم ، والان يعطى لهم ما كانوا يتمنونه وهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والفني في عدن والجنوب ، وبالتالي أصبحت جميع الجامعات الحكومية والخاصة في عدن والجنوب والابتعاث الداخلي والخارجي بيدهم ولهم .

 

أما نحن علينا زراعة البطاط والطماط والبسباس الأخضر وتصديرها لمعاشيق ومعسكر التحالف ، وتحويل جنودنا الذين بدون رواتب لمزارعين وصيادين ومنتفعين من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، من يدفع راتبك يسيطر عليك ، من يقودك بوزارة الداخلية والدفاع يسيطر عليك ، عانينا كثيرا من الميسري ويعلم الله كم سنعاني من القادم المجهول .

 

ناهيك عن وزارات الداخلية والخارجية والعدل والنفط والتربية والتعليم والكهرباء والمياه وكل ما يهم الجنوب وشعبه بيد أعدائهم ومن عدن سيتحكمون بمصيرنا ، الإصلاح والمؤتمر والعيسي برداء هادي هذه المرة سيحكمون قبضتهم على الجنوب وبمشاركة شهود زور وزراء المجلس الإنتقالي الجنوبي .

 

هذه الحكومة يا أبا القاسم التي نصفها شمالي والنصف الآخر جنوبي نصفهم عفاشي وإصلاحي سيمارسون سلطتهم في عدن والجنوب فقط ، فالشمال والعاصمة صنعاء حزمت حقائبها من خمس سنوات للسيد عبدالملك الحوثي ، وهناك رئيس ورئيس وزراء وبنك مركزي ومحافظين وسلطة مركزية ومحلية إلى أن يشاء الله .

 

لم يتبقى سوى الشق العسكري والأمني لإخراج المعسكرات من عدن والجنوب والزج بهم بحرب وكالة جديدة لاستنزاف القوات المسلحة الجنوبية والقضاء عليها وينتهي الجنوب وشعبه مرة أخرى .

 

شهادة لله ثم للشعب وللتاريخ ، وأعلم أن هناك من سيغضب منها ، وفدنا التفاوضي بالرياض لم يكن عند مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية ويجب أن يحاسب على هذا الإخفاق الخطير ، وعندما طالبت قبل عشرة أشهر بعد حوار جدة بتغييرهم وعودتهم لم أكون مخطئ ، لا يمتلكون خبرة أو مهارات أو قدرات تؤهلهم لانتزاع الحقوق والمكاسب نزعا وليس فضلا ، رغم ما لديهم من أوراق ضغط كثيرة ومهمة كعامل الأرض والشعب والتفوق العسكري والأمني .

 

تهميش وتجاوز الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي وباقي أعضاء هيئة رئاسة المجلس من التشاور والتنسيق المشترك والأخذ برأي الأغلبية كان خطأ فادح وجسيم .

 

نتحسر على ماضي ماقبل عام 90 م رغم سلبياته وإيجاباته ، وهاهو مشهد عام 90 م تكرره قيادة اليوم ، وسنصل إلى أسوأ من نتيجة الوحدة مع عفاش إذا لم تراجع قراراتها وتصحح أخطائها ، لن تتكرر هذه الفرصة الذهبية لانتزاع حقوقنا وعودة دولتنا الجنوبية ، وحبنا وتقديرنا للتحالف لن يكون على حساب شعبنا وعدالة قضيتنا وتقرير مصيرنا .