محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

حزب الاصلاح بين رحيل التحالف وثورة جياع تعز

في الوقت الذي تم فيه التوافق النهائي على تشكيل الحكومة بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ، أتجه حزب الاصلاح بالدفع بما يسمى ثورة الجياع في تعز وركوب موجتها وحرفها عن مسارها بهدف افشال اتفاق الرياض وجر البلاد نحو اتجاه آخر يحولها عن اتجاه المعركة ضد الحوثي التي ستوحد كل الاطراف في المناطق المحررة عبر نجاح اتفاق الرياض.

ثورة الجياع في تعز خرجت نتيجة تدهور الاوضاع والعملة وسوء المعيشة ، وذلك ناتج عن فشل الحكومة والصراع الدائر داخل المناطق المحررة والذي يعد حزب الاصلاح سبباً من أسباب ذلك الفشل وذلك الصراع .
وركوب الاصلاح لموجة ثورة جياع تعز كان بهدف تبرءة نفسه وتحويل الثورة من اتجاه تحميله المسؤولية إلى اتجاه المطالبة برحيل التحالف.

هكذا ديدن وطبع ونهج حزب الاصلاح ، يشارك في السلطة ويقودها نحو الفشل ويحمل غيره مسؤولية الفشل ، ثم يشارك في ثورة ضد السلطة المشارك بها ، ليعود للسلطة عبر تلك الثورة ، وتكون النتيجة هو المستفيد أولاً وأخيراً ويضمن بقاءه في السلطة عبر العودة لما قبل الثورة أو الاتفاق بعدها كحل ينهي الخلافات .

كان حزب الاصلاح متشارك مع الرئيس السابق صالح السلطة لمدة 33 سنة ، وكان يحمل صالح وحزبه مسؤولية أي قصور ويشن حملات يدعي فساد الحكم بهدف ان يقوم بتشويه شريكه مما يتيح له المجال للاستحواذ الكامل على السلطة والتخلص من شركاءه .
وفي عام  2011 ركب الاصلاح موجة ثورة الشباب وحرفها عن مسارها ليحولها إلى صراع بين النظام يعتبر صراع غير مقبول وشعارات غير صادقة بعد ان كانت ثورة الشباب تحمل مطالب مشروعة معترف بها من قبل صالح نفسه ، وانتهت الثورة بتحقيق مكاسب لحزب الاصلاح الذي خرج من السلطة من الباب وعاد لها من النافذة دون ان يحقق الثائرون الشباب المستقل أي مكاسب.

في تعز رفع الاصلاح شعارات تطالب برحيل التحالف .
التحالف الذي استنزفه الاصلاح واستغل  دعمه لبناء حزب وتمكينه عسكرياً ومادياً واستثمارياً ، وذلك الدعم كان كافي لتحرير اليمن بكلها لو تم استغلاله في المجال الصحيح وبناء قدرات دولة عسكرياً وادارياً.
رحيل التحالف معناه عودة الحوثي إلى عدن والجنوب ، أو فسح المجال لتدخل تركي يضمن بقاء اليمن تحت سيطرة الاصلاح .
لم يستطع حزب الاصلاح أن يتقدم من مأرب لتحرير صنعاء في ظل قيامه ببناء جيش لمدة خمس سنوات في ظل وجود دعم كبير من التحالف ومشاركة عسكرية ، فكيف لو انسحب التحالف.

الاصلاح يريد من التحالف أن يبني دولة محتكرة لحزب الاصلاح في المناطق المحررة ثم يتم التقدم لتحرير صنعاء على هذا الأساس ، مالم فيجب أن يرحل التحالف
أيضاً يريد الاصلاح ان يحقق مطامع احتلال تركي في اليمن أو فسح المجال لسيطرة الاحتلال الإيراني على كل اليمن ، وذلك عبر اعاقة التحالف العربي وتشويهه والمطالبة برحيله وتصويره بأنه محتل.