أحمد سعيد كرامة يكتب:

محمد بن زايد .. ووزير خارجية السعودية

زيارة وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان الأخيرة لابوظبي كانت فاشلة هذه المرة ، وذكرتني بزيارة نائب وزير الدفاع السعودي مسؤول الملف اليمني لدى المملكة والمبعوث الخاص لولي عهد السعودية الأمير خالد بن سلمان لابوظبي في 7 / 10 / 2019 م قبل أكثر من عامين تقريبا والذي حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومعالي علي سعيد النيادي رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك .
كانت تلك الزيارة الخاطفة للأمير خالد بن سلمان بداية نهاية الشراكة أو التحالف الاستراتيجي بين الإمارات والسعودية ، وبنفس ذلك الشهر كان الإنسحاب الإماراتي المفاجئ والسريع من عدن .
سبب تلك الزيارة للأمير خالد كانت معروفة لغالبية متابعين الحرب في اليمن وتداعياتها ، كانت في تلك الفترة تحتضن مدينة جدة السعودية حوار غير مباشر وفاشل بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية ، وكان للرئيس المؤقت هادي مطلب وحيد وهو خروج الإمارات العربية المتحدة من عدن كشرط أساسي للبدء بحوار يفضي إلى إتفاق الرياض .
تفاجأ الأمير خالد بن سلمان بالموافقة الفورية لولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد ، حيث أخبره أنهم لن يكونوا سببا في فشل حوار جدة ، ولم يكونوا على علم بأن هناك مشروع لخديعة أخرى من أجل تسليم عدن لشرعية الإخوان بأسم اتفاق الرياض القادم ، الذي صاغته ورعته السعودية بعد فشل مؤامرة أغسطس العسكرية لاجتياح عدن والقضاء ليس على المجلس الإنتقالي الجنوبي وإنما حلم الجنوبيين بعودة دولتهم .
لم يكون الإماراتيون على علم مسبق بتلك الخديعة التي دبرت بليل ، وأندهل وأندهش وأستغرب كل من كان في عدن قوات مسلحة وحتى هلال أحمر إماراتي من التوجيهات التي صدرت لهم بالانسحاب الفوري من عدن ، علما بأن جميع مسؤولي الهلال الأحمر الإماراتي كانوا يصرحون على مدى سنوات بأنهم باقون في عدن حتى لو انتهت الحرب وغادرت القوات المسلحة الإماراتية عدن واليمن .
ذلك الإنسحاب المفاجئ انعكس سلبا على معنويات الإماراتيين في الساحل الغربي ، مما أضطرهم لاتخاذ قرار الإنسحاب من الساحل الغربي وتسليم المهام للسعوديين أيضا ، لولا فضل الله ثم ألوية العمالقة والمقاومة التهامية وقوات طارق لكان مصير الساحل الغربي كمصير جميع جبهات المناطق الشمالية .
أعتقد بأننا سنشهد في القريب العاجل لقاء ثنائي يضم الشيخ / محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية مع الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية .