أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):

القاسم المشترك .. بين زيارتي معين لعتق

الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك كانت بإيعاز مباشر من قبل القيادة السعودية لانقاذ قوات علي محسن الأحمر من هزيمة عتق ، وطرد قوات النخبة الشبوانية والمجلس الإنتقالي الجنوبي من عتق وشبوة وهذا ما حدث بالفعل ، وتم تسليم شبوة لقوات محور عتق ، التي لا فرق بينها وبين باقي قوات جيش الشرعية اليمنية المهترئة المنهزمة دائمآ وأبدا .

إنها إستراتيجية المكر والخديعة التي وقعت بفخها قوات النخبة الشبوانية وباقي القوات المسلحة الجنوبية التي شاركت بمعركة عتق ، وكالعادة تدخل برايمر حاكم عتق أبو سلطان السعودي وأخرج النخبة وباقي القوات الجنوبية من عتق وكامل شبوة بذريعة حقن دماء الجنوبيين ، على أن يتصل لاحقا بالبوحر ونخبته الشبوانية لاعادتهم إلى شبوة التي طال خروجها لسنوات .

سذاجة وصلت إلى حد الغباء في تعاملنا مع التحالف العربي المتمسك بأهدافه ومشروعه الخاص ، و المتناقض جملة وتفصيلا مع مشروعنا الوطني كجنوبيين ، حتى هزائمه المتلاحقة بالشمال وانحراف بوصلة أهداف التحالف العربي من التحرير إلى الاحتواء لم تغير من إستراتيجية عداء السعودية للجنوب ، واليوم يتكرر سيناريوا عتق 1 في عتق 2 ، وبنفس الأدوات السابقة والشخوص معين + عديو + برايمر أبوسلطان السعودي .

كنت أنتظر اجتماع عالي المستوى لقيادة وزارة الدفاع برئاسة المقدشي ورئيس أركانه مع قيادات المناطق العسكرية الاولى والثانية والثالثة في عتق للوقوف أمام تنفيذ خطة عسكرية طارئة لاستعادة بيحان وباقي مديريات شبوة التي سقطت بيد مليشيات الحوثي الإيرانية دون معارك بوقت قياسي مريب ، وهذا مالم يحدث حتى اللحظة ، وأعتقد لن يحدث أي تحرك عسكري لاستعادة بيحان وأخواتها في ظل التواجد السعودي في عتق المسيطر على الجيش الوهمي اليمني .

ألوية محور بيحان - عسيلان - عين التي ضمت بقرار من الرئيس المتواطئ هادي عام 2018م إلى المنطقة العسكرية الثالثة بمارب بدلا من الثانية بالمكلا ، كانت بداية التمهيد لسقوط بيحان ، وبترتيب مسبق مع مليشيات الحوثي الإيرانية وبموافقة سعودية .

هذه المرة الإستلام والتسليم والخيانة لم تكن ضد قوات النخبة الشبوانية والمجلس الإنتقالي الجنوبي كالمرة السابقة ، بل سيناريوا جديد لتدشين تسليم عتق لمليشيات الحوثي الإيرانية الأرض مقابل السلام ، وفق المستجدات الأخيرة على طاولة المفاوضات والابتزاز للولايات المتحدة الأمريكية + السعودية + إيران = الأمن القومي السعودي و الملف النووي الإيراني ونحن في مهب الرياح .

كل ذلك يحدث بسبب التماهي المفرط والانبطاح المذل ، أصبحنا مجرد أدوات رخيصة للحفاظ على أمنهم القومي وسلامة أراضيهم للأسف الشديد ، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة أمننا القومي وسلامة أراضينا ، هل من هبة جنوبية عارمة تعيدنا إلى مسارنا الصحيح قبل فوات الآوان .